الأردن في قضية القدس المحتلة واحد, موقف الملك والشعب لا يتجزأ, فليس هناك موقفان رسمي وشعبي, وستكون هناك محاولات لتصنيف هذه المواقف والتشكيك بها كما حدث عندما إضطر الملك الى العودة مجددا للحديث عن المملكة الهاشمية والمملكة الأردنية الهاشمية وهو ما حمل أكثر مما يلزم من تأويلات لا تخدم الهدف.
دعونا من تصنيفات مبتكرة, في تمييع المواقف وإختراع الإختلافات فيها، باستخدام مصطلحات سخيفة مثل الأردن الرسمي والأردن الشعبي, والأردن الهاشمي فكلها عناوين لمملكة واحدة و بلدنا في موضوع القدس التي هي في قلب الهاشميين درة مقدسة لا تهاون عندهم في حمايتها وصونها وعندها لا تقبل مواقفهم الا الحسم.
قلنا سابقا وسنقول اليوم وغدا, وحدهم الهاشميون يذودون عن القدس ومسجدها وكنائسها. والعرب مشغولون عن فلسطين وعن القدس الا من تصريحات إعلامية هنا وهناك، لكن وحده الملك مشغول بها ولها وإسألوا أهل القدس فعندهم الخبر اليقين حتى لو سعت بعض الأطراف الى حشد مظاهرة لعدد من الأطفال قرب القدس تزعم بغير ذلك.
سمعنا فيما مضى أن الطريق الى فلسطين يمر عبر كابول, وسمعنا أن الطريق اليها يمر عبر الصومال وأريتريا ونيويورك وباريس ومدريد وبغداد وأخيرا دمشق، لكننا نقول أن الطريق الى فلسطين هو فلسطين فقط، لقد سئمنا كل هذه الهرطقة ومللنا كل هذا الاسفاف، والكلام الفارغ، الذي تلوك به كل فئة تمتطي فلسطين لتحقيق مآرب هي أبعد ما تكون عنها.
الأردن يقاتل مع الفلسطينيين وحدهم معركة القدس, هذه حقيقة, ففي الوقت الذي كرس جهده على مدى العقد الماضي لإعادة تموضع قضية فلسطين لتعود قضية العرب, كان هناك من يقود القضية في اتجاه معاكس بتكريسها مجرد صراع إسرائيلي مع سكان فلسطينيين.
الشمس لا تغطى بغربال, ويمكن بوضوح رؤية المواقف, وإن كانت القدس القبلة الأولى للمسلمين برمزيتها الدينية والتاريخية, فصلت بين الخيط الأسود والأبيض فهي أيضا أسقطت الأقنعة التي كانت تتغطى تحت هدف واحد لدول عربية وإسلامية, وهو السلام بأي ثمن بما يمهد لشرعنة العلاقات القائمة فعلا بين هذه الدول وإسرائيل, حتى لو كانت القضية الفلسطينية والقدس خارج مسرحها.
qadmaniisam@yahoo.com
الراي