اطلالة "الشعب المحتار "ماهر ابو طير
15-05-2007 03:00 AM
كنا في رام الله قبل يومين والتي زرتها بعد غياب سبع سنوات متواصلة ، ولعل الساعات الثلاث لا تكفي ابدا لتقييم الوضع الذي يعيشه الفلسطينيون ، الا ان عين الصحفي تبقى اكثر حساسية لكل ما تراه ، لتكون الساعات الثلاث كافية لرؤية صور تستحق ان تروى.كان لافتا للانتباه وضع الفلسطينيين الامني ، اذ ان الرئيس محمود عباس اخبرني انه لن يتمكن من المشاركة في مؤتمر الحائزين على جوائز نوبل للسلام الذي سيعقد في الاردن ، والسبب هو الاقتتال في غزة بين حماس وفتح ، وانه مضطر للمغادرة من رام الله الى غزة ، وقد غادر موكبه فعلا امس الاول وكان معه حفيده الصغير ، ولعل هناك انشقاقا مقبلا داخل حركة حماس ، وفقا لما يتسرب من معلومات داخل رام الله ، اذ ان حماس الضفة باتت غير حماس غزة ، واسماعيل هنية ومجموعته باتوا اقرب الى الرئيس الفلسطيني ، فيما خالد مشعل ومجموعته اقرب الى الخط السوري - الايراني ، وايضا نجد ان حمساويي الضفة هم مع ترتيب العلاقات مع الاردن وعدم توتيرها ابدا ، في حين ان حمساويي غزة يميلون الى مصر ، ولا يميلون الى الاردن ابدا ، وكان واضحا ان الفلسطينيين مع ادراكهم للظروف التي تواجهها حماس اسرائيليا ودوليا ، الا انهم وصلوا مرحلة من القهر لا يمكن احتمالها ، فالموظفون والعسكر لم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة عشر شهرا ، والجميع مديون ولا امل يلوح في الافق ، حتى انني تأثرت بشدة على حرس المراسم الفلسطينيين في مقر الرئاسة حين كانت بعض بنادقهم ملفوفة باللاصق الشفاف العريض حتى لا ينفلت كعب الرشاش عن بقية البندقية ، جراء المصاعب الاقتصادية التي تعصف بالشعب الفلسطيني الذي عنقه تحت السكين منذ ستين عاما ، ولعل الغداء المتقشف الذي اقيم لمن وصل من الوفد الاردني لم يكن من باب الدعاية لوضع اقتصادي سيئ بقدر كونه واقعا مرا يجعل حتى الرئاسة الفلسطينية مقلة في مصاريفها ، وتراعي مشاعر الناس هناك بعدم البذخ ، في ظل حرمان يطال الجميع اليوم.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة