سوريه والعراق .. وساطة اردنية !.
شحاده أبو بقر
08-09-2009 03:30 AM
في الانباء ان وساطة اردنية ستبذل للمساهمة في حل الخلاف الناشيء بين العراق وسوريه على خلفية تفجيرات بغداد الاخيرة واتهام العراق لعناصر عراقية تعيش حاليا في سوريه بانها وراء ذلك .
سوريه والعراق بلدان شقيقان لبعضهما وشقيقان لنا هنا في الاردن, واية جهود وساطة لاحتواء الخلاف بين الشقيقين انما هي جهود طيبة ومطلوبة وخيرا يفعل الاردن اذ يبذلها باخلاص لوضع حد لتدهور العلاقات بين هذين البلدين العربيين.
نلاحظ وذلك امر يحتاج الى تفسير, سرعة ذهاب الاشقاء في العراق نحو " تدويل " الخلاف الطاريء مع سورية في وقت يمكن فيه ترك فرصة لجهود ثنائية عراقية سورية للتفاهم وطي الملف او على الاقل فرصة لجهود عربية سواء من خلال وساطات كتلك التي نسمع ان الاردن سيبذلها او هو قد بدأها فعلا خلال زيارة الذهبي الى بغداد مؤخرا ، او حتى فرصة للجهود التركية والايرانية التي تبذل الان في هذا الاتجاه ، الا ان المسؤولين العراقيين المختصين سارعوا الى الذهاب بعيدا في نقل ملف الخلاف الناشيء الى الامم المتحدة في مسعى يستهدف بوضوح تدويل هذا الخلاف الذي يفترض انه خلاف ناشيء للتو بين شقيقين جارين ، وهو " تدويل " لا نعتقد كمراقبين انه سيعود بخير لا على العراق ولا على سوريه ، ولا على العرب بعامة !.
الاصل ان سورية الشقيقة شأنها في ذلك شأن سائر دول الارض وهي ليست استثناء ، تملك قانونيا وادبيا واخلاقيا حق استضافة معارضين لسياسات دول اخرى ، وهي استضافة تأتي على شكل قبول لاجئين سياسيين لديها او حتى " إجارة " مستجيرين بها ، وقاموسنا العربي والاسلامي يقر بمبدأ اجارة المستجير ونجدة الملهوف ولم ولن ينقطع ذلك من حياتنا لانه اكبر من ثقافة واقرب الى العقيدة والى الدين والخلق القويم ، على ان سوريه الشقيقة تستضيف الافا من الاشقاء العراقيين الباحثين عم ملاذ وتوفر لهم مثل هذا الملاذ تماما كما يفعل الاردن ومصر وغيرهما من بلاد العرب , وليس في هذا " نقيصة" او ذنب لا قدر الله ، بل على العكس من ذلك فهو ممارسة عربية اسلامية اخلاقية اصيلة يحترمها كل عربي وكل مسلم ، اما ان يقال ان سوريه تأوي ارهابيين فذلك امر يحتاج الى اثبات ، تماما كما طالبت سوريه غير مرة منذ بداية الخلاف, وليكن ذلك على قاعدة " البينة على من ادعى واليمين على من انكر " اذ على العراق ان يقدم لسورية اثباتات تدلل على صحة اتهاماته كي يتسنى لها النظر قانونيا في الامر والتحقق من صحة الاتهامات ، اما ان يترك هذا الامر ويسارع المسؤولون في العراق الى الذهاب الى الامم المتحدة قفزا عن كل الوساطات العربية والاسلامية وحتى اية وساطة ممكنة للجامعة العربية ، " اذ كان بامكانهم الشكوى للجامعة مثلا " فذلك امر يحتاج الى تفسير وهو ما لا نرغب في الخوض به كي لا يقال باننا نذهب بعيدا في الحديث عن ان هناك هدفا اكبر قوامه فرض ضغط دولي جديد على سورية وبصورة تفوق حدود الخلاف المرتبط بالتفجيرات وسقوط ضحايا.
نجزم ان الاشقاء العراقيين يصنعون خيرا ان هم تخلوا عن تدويل الخلاف مع سوريه بصورة تفتح المجال لتصفية حسابات من قبل دول كبرى مع سورية باستغلال هذا الامر ، والذهاب بدلا من ذلك الى الوساطة العربية تحديدا لانهاء الموضوع بطرق ودية اخوية لا شماته ولا احقاد فيها على الاطلاق .
نتعاطف مع ضحايا تفجيرات بغداد وسائر الضحايا الذين يسقطون كل يوم في العراق لكننا لا نرى ان من الحكمة الذهاب السريع الى تدويل الخلاف مع سورية على خلفية واقعة تفجيرات محددة ، ونرى بدلا من ذلك ان مستقبل العلاقات بين البلدين العربيين العراق وسورية اكبر من كل الاحقاد الانية والمصالح الاستراتيجية لدول غير عربية وغير اسلامية ، ونعتقد ان سوريه تبقى الشقيق الاقرب الى العراق ونتمنى للجهود الاردنية ولغيرها من الجهود العربية النجاح في احتواء الخلاف ، ونجزم ان ذلك ممكن اذا ما اراده المسؤولون العراقيون وهم يصنعون خيرا إن فعلوا ،وقطعا تبقى سوريه ومصالح شعبها الشقيق اهم بكثير من طموح الاجنبي في استغلال مصائب العرب لضرب العرب بالعرب , والله من وراء القصد.
She_abubakar@yahoo.com