اتباع المنهج "الشكي" .. ارحمونا
إلياس العواد
27-03-2019 12:19 AM
شخصيا لم أكن اتوقع ان أتباع "المنهج الشكي" ينتشرون في الاردن الى هذه الدرجة، خصوصا مع انتشار لغة التشكيك في اي موقف او قرار وطني أردني، بلغ حده أن يجتمع جلالة الملك شخصيا مع القيادات العسكرية والأمنية ويطلب بوضوح " توجيه حملة ضد المشككين".
لا يختلف أثنان على حجم الاحباط وفقدان الثقة الذي يعاني منه الأردني اليوم، نتيجة اسباب موضوعية، ابرزها ضغط اقتصادي هائل، "تذاكيات" حكومية سابقة وحالية، وجملة من القرارات غير المدروسة، هذه العوامل وغيرها كفيلة بتدعيم الشكوك في القرارات الحكومية المتتالية، بل وللحكومة المقبلة والتي تليها، مما يعني أننا بحاجة الى حملة ل" تعزيز الثقة" تتزامن مع اصلاحات حقيقية وطنية في مختلف الصعد.
لكن بالمقابل؛ للاردن ثوابته الواضحة، لا يمكن التلاعب أو التذاكي فيها، موقف الأردن من القدس موقف صلب، لا جدل فيه، والوصاية الهاشمية للقدس معركة أردنية مصيرية، رفض الأردن الرسمي والشعبي لصفقة القرن أوأي حل على حسابه موقف واضح، وبات الحديث المتكرر فيه مملا وبلا فائدة الا اجابة على المشككين.
جلالة الملك خلال اسبوع واحد سجّل عددا من المواقف المنسجمة مع الثوابت الأردنية، فحجم الموقف الديبلوماسي الذي اتخذه في الغاء الزيارة الى بوخارست كان تاريخيا وغير مسبوقا في الأعراف الدولية، ويعلم خبراء العلوم السياسية والعلاقات الدولية والديبلوماسية حجم تأثيره العالمي لصالح القضية الفلسطيينة، وحجم الأرباك الداخلي والخارجي التي تعرضت له رئيسة الحكومة الرومانية والذي قد يطيح فيها في اي انتخابات قادمة وربما قبل موعدها.
من جهة أخرى؛ عندما تحدث جلالته عن المملكة الهاشمية كان القصد واضحا، أن يتحدث عن النهج الهاشمي في ادارة الدولة، هذا النهج الذ يعتزّ به الاردنيون ويفتخرون منذ ما يقرب من المئة عام، وليس اليوم مجالا للنقاش أو التشكيك.
اليوم، نعاني من أزمة ثقة وتشكيك واضح، جزء منها مفهوم، ولكن الجزء المفتعل لم يعد هنالك مجال للسكوت عنه، ومحاولة تقزيم أي منجز وطني وحتى ملكي له عواقبه على الدولة الأردنية بكافة أطيافها، فثبات الأردن اليوم هو ثبات لقيم العروبة والحفاط على المقدسات الإسلامية والمسيحية، فالأردن اليوم هو الصوت الوحيد الذي يقاتل بالديبلوماسية وليس بالصفقات، لا يبحث عن مال ولا نفط ولا انابيب غاز، بل ينسجم مع موقفه التاريحي البطولي من القضية الفلسطينية.