عاقبة حال الأمة الخَرِبْ ..
د. نضال القطامين
26-03-2019 05:17 PM
كل يوم، تعلو الفضيحة وترتفع. عِبْرَ تعابير الوجه الممتلىء صفاقة، ينتظم ترمب في إسناد استمرار الليكود حكّاماً للدولة الغاصبة الظالمة.
كل يوم يبدو هذا المصارع أكثر يهودية من اليهود أنفسهم وأكثر صلفا وغرورا من كل أسلافه.
لا يمكن أن يفسَّر الإهتمام الأمريكي بعودة نتنياهو رئيسا للوزراء بمعزلٍ عمّا يُحاك لهذه الأمة من مستقبل ٍمظلم ومجهول.
إنّه استثمارٌ مناسب لوضع الأمة الخَرِبْ، وافتراسٌ سهل للحملان وسط نوم الراعي الطويل.
كل يوم، يدنو ترمب من المحرّمات السياسية ويقترب. كل يوم يتخذ خطوات لم يتجرأ رئيس امريكي على الاقتراب منها. لا يعني هذا سوى شيء واحد . أن هذا الرجل لم يعد في عينه حسابا لأحد.
كان النفط، مصدر الطاقة الاستراتيجي، ذا علاقة مباشرة في رسم علاقة رؤساء الولايات المتحدة مع العرب. لقد استدعى حفاظهم على شريان الاقتصاد ومخابئه وحقوله، تغليف العلاقات مع مصدري النفط تحديدا، بشيء من المنطق في التعامل مع قضايا العرب المركزية.
اليوم تسقط كل هذه الحسابات. فهل اقترب النفط العربي من النضوب، أم أنهم وجدوا بديلا له فبدا وجه سياستهم القبيح؟
ما علاقة اكتشافات الطاقة الصخرية في الولايات المتحدة بالقضية سياسيا، وكيف كان توظيف العرب للنفط كسلاح اقتصادي فاعل. تلك أسئلة مقلقة.
لا يبدو أن ترمب عابىء بردود فعل عربية محتملة.
لقد هيّأ المخططون أرضية جيّدة لتنفيذ مشروع التصفية، وهم ماضون وفق جدول زمني خبيث.
بدأ الأمر في العراق ومصر واليمن وسوريا. كانت أهداف ضرباتهم تتركّز على أضلاع العرب القوية المحتملة. افتعلوا الثورات ودفعوا إلى أتونها مزيدا من العنف والإرهاب والوحشية. إنها أفكار الحروب الجديدة.
على الدوام، بقي الأردن مستهدفا في وسائل تنفيذ هذا المخطط. في الضغط على الإقتصاد وفي محاولات شق الوحدة الوطنية. لن تتوقف هذه المحاولات أبدا.
اليوم تقف الدولة الأردنية في طليعة العرب المنشغلين بقضية فلسطين، وفي طليعة الدول التي توازن في كفاحها من أجل القضية، بين داخلٍ منهك في الإقتصاد، وخارج تقف فيه كلاعب رئيسي في التصدي لتنفيذ المشروع.
لن يكون بمقدور دولة في المنطقة أن تفعل مثلما فعلت هذه الدولة. لكنها مسنودة أبدا بشعب يقرأ السياسة جيدا، وبقائد حصيف، يقرأ دوما الحروف الساكنة بين السطور، ويتقدم شعبا هو مزيج من خلطة القومية والعروبة والدين والمبادىء.
إن يكن اقتصاد هذا البلد ضعيفا وحياة أهله يعتريها الضنك، فإن له صفحات مشرقة في القومية والعروبة والشهداء.
فهل يعي العرب أننا بتنا وسط عاصفة سياسية كبيرة، وأن العودة لدعم الأردن كوطن مواجهة أول، هو واجب تحتّمه القومية والعروبة والدين؟
هل نرى قرارا عربيا موحدا إزاء تطورات الازمة المتسارعة، تلك التي لا يعبأ في انتهاك ثوابتها المتآمرون، وإزاء نيوب الغاصبين التي تشحذ الان في انتخابات اساس برامجها كيف تفرغ فلسطين من اهلها وكيف يخطط لمزيد من الجرائم ومزيد الدماء ؟ ينبغي ذلك على الفور.