إن صح أن وزراء الحقائب الاقتصادية في الحكومة يعدون خطة جديدة لتحفيز الاقتصاد، فستكون هذه هي الخطة السابعة في غضون أربع سنوات.
لماذا إذاً الإسراف في وضع الخطط ما دامت لا تطبق؟
خذ مثلاً خطة التحفيز الاقتصادي التي وضعتها الحكومة السابقة، وانطوت على مشاريع بمليارات من الدنانير وضعها وزراء تعاقبوا على خطة سابقة هي الرؤية العشرية وها هم بصدد المشاركة في وضع خطة جديدة فما هو الجديد الذي سيقدمونه في هذا المضمار؟
أمام الحكومة عدة خطط مالية واقتصادية متزامنة تحتاج احتاجت جهداً كبيراً في إعدادها لكنها لم تنل قسطاً وافراً من المتابعة فركنت على الرف.
نجحت الحكومات المتعاقبة بامتياز في تقديم وثائق وخطط ورؤى أنيقة شكلاً ومضمونا تضمنت عناوين وردت في وثائق وأجندات سابقة لكن بمفردات جديدة كليا وأكثر سلاسة وربما بلاغة.
أربع خطط، الأولى هي موازنة الدولة والثانية برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي والثالثة هي وثيقة الأردن 2025 وهناك خطة التحفيز الاقتصادي وهي الرابعة ويمكن اعتبار البرنامج التنموي التنفيذي لتحقيق تنمية مستدامة ويمتد حتى 2030 وعلى أساسه تطلب الحكومة القروض الميسرة والمنح , خطة خامسة أما الخطة التي يجوز لنا أن نعدها الرقم ستة فهي خطة الاستجابة للجوء السوري وحجمها 2.4 مليار دولار وهي لا تخص اللاجئين السوريين فقط بل تشمل التعليم والبيئة والطاقة والأمن الغذائي وسبل العيش والخدمات البلدية والمأوى والحماية الاجتماعية والصحة والعدالة والمياة والصرف الصحي والنقل.
عند التنقل بين خطط الحكومات المتعاقبة لا نجد خلافا جوهريا فجل الخطط ترتكز على الطاقة، المياه، النقل، الفقر، البطالة الفوارق التنموية، الحالة الإقليمية المضطربة، النمو الاقتصادي، التنافسية، التشاركية، الإرادة السياسية، مناخ الاستثمار، مستوى المعيشة، عجز الموازنة، ارتفاع المديونية، وخلق الثروة لكن الفرق هو إرادة التنفيذ الأساسية لإعادة بناء ثقة الناس التي فقدت في جدوى خطط أضحت مجرد ورق وهذا هو التحدي.
كل ما سبق موجود في الخطط وأكثر ما عدا المحاسبة والمساءلة التي كان ضعفها سبباً في فشل تنفيذ الخطط الاقتصادية.
من الواضح أن الحديث عن تراكم الإنجاز ما هو إلا ترف، والانهماك في وضع الخطط هو مضيعة للوقت، بينما تقتضي الضرورة التنفيذ وأن اتفقنا على أن من حق كل حكومة أن تضع رؤيتها في خطة، لكننا لا نتفق على أن يكون مصير هذه الخطة أو الهدف منها هو تحولها إلى بصمة على سبيل الإنجاز.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي