بريطانيا وأزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي
مؤيد خالد شلاش المجالي
24-03-2019 11:30 AM
يعاني المشهد السياسي الحالي في بريطانيا حالة من الفراغ الصامت وشبيه بالضبابيه والذي يبعث بشي من الاحتقان والتوتر غير المعروف .
رئيسة الوزراء البريطانية( تيريزا ماي) تلقت ضربة سياسية اخرى بعد رفض مجلس العموم البريطاني وللمره الثانيه مغادرة المملكة المتحده للاتحاد الأوروبي( brexit ) ومع ذلك فإن اصرار ماي رئيسة الوزراء يبعث بالأفق دوافعَ من ذلك الخروج، يتعلق في بداية الأمر بتعزيز الدور القيادي البريطاني أكثر في العالم ، ونعلم أنها دولة ذات نفوذ سياسي واقتصادي إضافة إلى كونها دولة نوويه وعضو دائم في مجلس الأمن وينطوي على ذلك الابتعاد عن الدول الأوروبية وعن قضاياها السياسه والاقتصاديه والثقافية الشائكة التي تقزم من فعاليتها ودورها الاستراتيجي المؤثر وبالأخص الأزمات الماليه وموضوع الهجرة ، وارتفاع معدلات البطالة ،والتقلبات كثيرة في أسعار الطاقة وتشكيل نقطة التقاء مع الولايات المتحدة الأمريكيه، و هي السفير والوسيط الوحيد للدول الأوروبيه لديها ، وأخذ دور منفرد يقلل من دور الخصميين ألمانيا وفرنسا.
من جهة اخرى تريد ان تكون مستشارا لدى الولايات المتحدة في كثير من القضايا في القارة الأوربية ، وتكوين محور أساسة تبادل المصالح وعامل ضغط يواجه روسيا الاتحادية وبالأخص دول أوروبا الشرقية.
لنرجع قليلا للمشهد السياسي والذي يعطي إشارات ومسارات متعددة وهي إثبات الوجود فيما يتعلق (بتيريزا ماي) وتحقيق انتصار سياسي وقيادة ملف الخروج باقل الخسائر الباهظة ، وإقناع مجلس العموم بخطة الخروج أو أن تقدم استقالتها وإعطاء الدور لشخصيه ثانية داخل حزب المحافظين وعلى رأسهم ببوريس جونسون ووزير الخارجية ، والاحتمال الآخر هو عمل استفتاء اخر(شعبي) وباعتقادي سيكون نتائجه من الناحية السياسية أكثر تعقيداً أواجراء انتخابات عامه للخروج من الازمة في ظل وجود حزبيين قويين لها رؤية مختلفه وأهداف واستراتيجيات ثابته
الطريق مظلم بعض الشيء والرؤية غير واضحه المعالم ، والجميع ينتظر لحالة التخبط السياسه التي تجتاح البلاد وخاصة في ظل التنديد الشعبي بالأمس القريب والمطالب باستفتاء جديد .