مكانك سر وأجيال جديدة من أكشط واربح
المهندس مصطفى الواكد
05-09-2009 10:58 PM
"مكانك سر" اخترت هذا العنوان فقط لأقدم لمقال نشرته في صحيفة الرأي بتاريخ 23-1-2004 وأترك للقاريء الكريم الحكم إن وجد تغييرا على حال التلفزيون من ذلك الحين إلى اليوم في ماعدا وقف الدعاية التي أشرت لها في نهاية المقال والتي كانت تقدم على لسان الخراف والعصافير الملتزمة بتنظيم الأسرة !! وإليكم المقال دون أي تغيير
أجيال جديدة من أكشط واربح
لا تفكر..! لا تعمل ..! فقط إنتظر حظك !! رسالة كبيرة أتخيلها موجهة إلى شبابنا وشاباتنا من خلال شاشات التلفزيون وهذا الكم الهائل مما يسمى برامج مسابقات . فما على المشاهد سوى تعبئة جهازه الخلوي بأكبر رصيد ممكن وإبقاء يده على الزناد ، ليكون أول المتصلين ويفوز بمعرفة ما إذا كان برنامج يسعد صباحك يبث في المساء أم في الصباح !! وقد يستنجد المتصل بكافة أفراد العائلة للإستعانة بمخزونهم الثقافي والتركيز معه لمعرفة الحل ، وإن عجزوا جميعا عن ذلك لن يتردد في استجداء المذيع أو المذيعة طالبا المساعدة ... مشان الله ساعدينا ، ما في خيارات ؟؟
عجيب أمرنا ، كيف تتفتق عندنا الأفكار لننافس ما يقوم به الآخرون من إبداع في تطوير وخلق أجيال من الكمبيوترات وأجهزة الإتصال لنقابلها ونتفوق عليها ، فقد بدأنا بالشيبس وعلكة الأطفال بوضع هدية في الداخل ، إلى إجمع عبوتين فارغتين واحصل على الثالثة مجانا ، مرورا بإكشط واربح إلى إتصل واربح ، وقد يكون الابتكار التالي استلق على ظهرك وارم قطعة نقدية في الهواء وانتظر لينزل عليك عشرة أمثالها .
إن من حق التلفزيون والشركات والمصانع والبنوك الترويج لبضائعها وخدماتها ومحاولة جذب المشاهدين والمستهلكين ، لكن ليس من حقها أن تقدم للمشاهد والمستهلك ما هو دون المستوى اللائق ، وما فيه استخفاف بعقولنا و قيمنا ، وأخص هنا مؤسستنا الوطنية التلفزيون الأردني الذي نريده أن يكون أولا ، وللأردن أولا ، فمحطة التلفزيون الوطنية لم تنشأ عبثا ، ولنا كمواطنين حقوق على هذه المحطة ليس فقط لأننا ندفع رسما للتلفزيون مع كل فاتورة كهرباء ، بل لأن على كافة وسائل الإعلام وللتلفزيون دور هام فيها أن تتحمل العبء الرئيسي في شرف حمل الرسالة الوطنية الأردنية ، فالإعلام قائد في توجيه المجتمع ، ومن خلاله تثار قضايا وتطرح وتناقش ويروج للنافع منها .
إن ما يقدمه التلفزيون من برامج وأفكار يدخل بيوتنا كافة دون استئذان ويصل للكبير والصغير وله بالغ التأثير في سلوك كافة أبناء المجتمع وخاصة الشباب منهم ، لذلك لنا عتب على التلفزيون في أن يوجه أبنائنا لما فيه خيرهم وخير مجتمعنا بإيصال رسائل تعظم قيمة العلم والعمل وتقلل النزعة الإستهلاكية المستشرية ، نريد منه برامج تمجد الإبداع والتميز في كافة المجالات أسوة بتمجيد المطربين والمطربات . ولنا في النهاية من التلفزيون طلب أخير بأن يتوقف بأن يتوقف عن تشبيهنا بالخراف والعصافير .