مركز القنطرة .. حين تكون الفكرة تحد وإبداع
حسين عساف
22-03-2019 12:10 AM
في معان، حين تكتحل العيون صباحا بكل هذا الصبر المسكون في قسمات الجباه، والوجوم الذي يشير إلى حالة من القلق المتروس بتحدي الأحوال، وترى اليأس صار عميما في بلادنا لولا بصيص الضوء في آخر المسار.
في معان التي درسنا في مدارسها أول الحرف وبعض الكلام، وارعبتنا بالذات اللغة الإنجليزية كأنها (الغول) التي ترافقنا في أحلامنا البريئة، نخافها ولا نحاول فك عقدة الرهبة منها ومن قواعدها ومفرداتها الجميلة التي نسمعها على لسان القلة ممن يجيدونها فنحسدهم عليها ونشعر بالانهزام. .
هنا عند البعض ممن صنعوا الفكرة ونفذوها، صارت اللغة الإنجليزية أسهل مما نظن، وصار بإمكان أبنائنا أن يتعلموها ويجيدوها وأن يفتحوا لهم دربا كانت عصية علينا ذات يوم، فثمة من تصدوا لهذه المهمة وابدعوا غير متذرعبن بالصعوبات والإمكانات والموارد كلغة ركيكة في تبرير الفشل.
شباب من معان، يجمعهم دفء الوطن ومحبة معان، هم أصحاب الفكرة والتنفيذ، لا يزالون منذ سنوات يؤسسون لمركز أسموه القنطرة يؤمنون معه بأن الاستثمار في الإنسان بعض أدوات النجاح في أي تنمية إن لم يكن أهمها على الإطلاق، بغض النظر عن التحديات ولغة التشكيك والتجني وقتل الإبداع، فهم يدركون الفرق بين الإهمال والتجاهل، وبين إنارة الشمعة ولعن الظلام، وأن رفع الأذى الذي يمارس ضد أبنائنا في مسرح الجريمة ( واقصد بعض مدارسنا) يستحق التضحية وبعض الصمت وكثير من الإنجاز.
والقنطرة مفهوم للجسر المتقوس الذي يبنى فوق نهر من أجل العبور عليه، فحتى الاسم دليل على نبل الفكرة وقداسة الأداء، فأن يعبر أبنائنا نهر الجهل والتأخر في لغة صارت سلاحا لهو دليل آخر على أن المسار صحيح، وأن مسيرة هذا المركز تستحق الإشادة والاحترام.
ومركز القنطرة، لمن لا يعرف، يتسلح العاملون فيه بالهمة وحب العمل التطوعي والرغبة بفتح نوافذ الأمل عند الكثير من شرائح المجتمع، فهو بمفهوم المراكز العصرية أداة رافعة للتنمية البشرية من خلال العديد من الأنشطة التي تستهدف الشباب والأطفال والمرأة في نظرة شمولية لبرامجه التي تتوجه إلى كافة مناطق المحافظة التي هي في الامكانات والحاجات واحدة وان اختلفت المسميات.
في مركز القنطرة فتية آمنوا بأن الحظ ليس قليلا، وأن الجهل ليس قدرا، ولذلك بذروا قمحهم فكانت لنا هذه السنابل وارفة يانعة، فشكرا لهم، لعل الشكر يزيدهم إصرارا، ويزيدنا بهم تقدما ونجاح.