خبراء: مؤسسات التعليم تواجه تحدي التخصصات المتداخلة
21-03-2019 10:19 PM
عمون - أكد مدير مركز التعلّم الالكتروني في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الدكتور عدي الطويسي أهمية دور الاتصال الحكومي في توعية المؤسسات التعليمية بمهارات المستقبل، موضحاً أن هذه المؤسسات تواجه تحديات عدة من بينها "اتباع نمط جديد في التعليم يعتمد على التخصصات المتداخلة (بمعنى أن يمتلك الفرد عدة مهارات في وقت واحد) لأن وظائف المستقبل سوف تكون متداخلة بالتخصصات.
وقال الطويسي لدى مشاركته بجلسة رئيسية في ثاني أيام الدورة الثامنة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة في دولة الإمارات، إن الأردن والإمارات وغيرها من الدول وضعت استراتيجيات مؤسساتية وتعليمية لمواكبة التغيرات الهيكلية المتوقعة في سوق العمل، وخصوصاً مع تحديات جمة من أبرزها أن الآلات سوف تطغى على العامل البشري في العقود المقبلة.
وفي نفس الجلسة التي حملت عنوان "ثقافة مهارات المستقبل: التصدي لظاهرة اختفاء الوظائف"، أكد خبراء اتصال محليين وإقليميين أن الوظائف الروتينية والوظائف الخالية من المشاعر لن يكون لها مكاناً في وظائف المستقبل خلال الأعوام العشرة المقبلة، نتيجة التطور التكنولوجي السريع الذي تشهده البشرية، حيث سعت الجلسة إلى تقديم رؤية استشرافية حول الوظائف المتوقع أن تزداد الحاجة إليها في المستقبل مع مراعاة الخصوصية الاقتصادية والاجتماعية لكل دولة.
وبحثت الجلسة، دور الاتصال الحكومي في التوعية بشأن وظائف المستقبل والتنسيق مع مؤسسات القطاع الخاص تمهيداً للتغييرات الهيكلية المتوقعة في سوق العمل، وأهمية بناء الشراكات وتوزيع الأدوار لمواجهة التحدي الناجم عن الحاجة إلى مهارات ووظائف المستقبل، والدور المطلوب من وسائل الإعلام لدعم الحملات الحكومية الرامية إلى التوعية بهذه الفرص.
وتحدث في الجلسة الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا حسين المحمودي والرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية الدكتور علي المري ومدير مجمع كليات التقنية العليا في الإمارات الدكتور عبد اللطيف محمد الشامسي، وأدار الجلسة أمين عام مجلس الشارقة للإعلام حسن المنصوري.
وركزت الجلسة على مهمة الاتصال الحكومي في تمكين كل من القوى العاملة وأصحاب العمل في التصدي لهذا التحدي التنموي الكبير، وذلك عبر خمسة محاور تضمنت رؤية استشرافية لوظائف المستقبل، والاتصال الحكومي ومهن المستقبل، ودور الاتصال الحكومي في توعية مؤسسات القطاع الخاص بمهارات المستقبل، وبناء الشراكات وتوزيع الأدوار لمواجهة هذا التحدي، وكيفية وضع استراتيجية إعلامية وطنية لمواجهة بطالة المستقبل.
وأجمع المتحاورون على أن الحكومات تواجه تحدياً كبيراً في التعامل مع التغيرات الجذرية التي ستنتج عن الانخراط المتزايد للتكنولوجيا في الاقتصاد في ظل الثورة الصناعية الرابعة، مضيفين أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والمركبات ذاتية القيادة وتكنولوجيا النانو وغيرها، تركت الحكومات أمام معضلة كبيرة لا مفر منها، وهي ظاهرة اختفاء الوظائف التي تنبئ بخطر المزيد من البطالة وتنامي التفاوت الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي تفاقم الفقر.
وأشاروا إلى أن 47 بالمئة من الوظائف التي نعرفها اليوم ستختفي خلال الـ 30 عاماً المقبلة بحسب الكثير من الدراسات المتخصصة، موضحين أن الروبوتات اليوم بدأت تتولى مطاردات الشرطة، والحفاظ على أمن المنشآت وإيصال طلبيات من المطاعم وقيادة سيارات الأجرة، والقيام بالأعمال المنزلية، إضافة إلى مظاهر الأتمتة التي نشهدها في الكثير من القطاعات، والاستعاضة عن البشر في المهام المتكررة في جميع أنواع الصناعات والزراعة.
--(بترا)