في صغرنا كنا نسمع مقولة " بقتل القتيل وبمشي بجنازته "!! ولم نكن على يقين بما تعنيه هذه الكلمات!
الى ان بدأنا نشاهد جنازة اردنية تضم الاف الارواح تسير دون ان يلتفت اليها احد..!!
تسير في الظلام الموحش.. ظلام الجهل والنفاق..! فننظر يمينا ويسارا.. نتمنى رؤية وجه رئيس الحكومة! او ربما لو التفتنا الى الجهة المقابلة سنرى وزير من هؤلاء الوزراء يأتي متلهفا..!!
او ربما يخرج من هنا وهناك مسؤول ما !!!
اين انتم يا جماعة؟؟؟!!
في هذه الجنازة الاردنية آلاف الارواح لشباب اردننا تموت من اليأس!..
هؤلاء هم مستقبل الاردن.. ماتت ارواحهم وهم ينتظرون منكم توجيه.. ينتظرون منكم دعم.. ينتظرون احتوائكم لأفكارهم وطاقاتهم.. لا لتهميشهم!
في كل يوم ايها الرئيس.. ايها الوزير.. ايها المسؤول.. تموت الاف الارواح الشبابية التي كانت مخزونة بالطاقة... مخزونة بالافكار والاحلام، وانتم من يقتلها كل يوم!
فأين انتم عن هؤلاء الشباب!!
عفوا.. اعرف انكم منهمكون في العمل وانتم تنتقلون من اجتماع الى آخر.. اعرف انكم تعبتم من حفظ سيناريوهات الخطابات الرنانة التي نسمعها من وراء المايكريفونات.. وبالطبع قد اتعبتكم التمارين على الابتسامات من خلف شاشات التلفاز..!!!
السؤال الذي يجب ان يطرح على كل شخص ذو منصب.. هو.. هل انت في منصبك الان لتصنع اردن افضل ام لتصنع نفسك؟؟!!
ويا حبذا لو اننا لا نتمسك بتبريرات اصبحت مستفزة وعبارات اصبحت مستهلكة.. مثل. هذه سياسات خارجية..! وامكانياتنا لا تسمح..! وهذه غير ممكنة.. وهذه.. وهذه..!!
فلا شيء يمنع دولتك، معاليك، سعادتك،عطوفتك، وحتى انت يا بيك!.. من تطوير واحتواء المواطنين بطريقة راقية حقيقية ليست مصطنعة.. ودعم عفوي من القلب وليس مفتعل!!
فماذا تنتظرون؟! هل ان يتحول هؤلاء الشباب الى جثث تفترش الارض بائسة.. محطمة..؟؟!!!
فأرض وطننا تنادينا بشدة لنصنع التغيير عليها.. لنرفع انجازاتنا عاليا في حدودها.. وليس لتسير الجنازات على ترابها!!
اردننا للتطوير وليس للتدمير.. ومن يجد نفسه عاجز عن التطوير.. فاليستقيل!