صحفيون محترفون .. في مواقع الكترونية !!
امجد معلا
05-09-2009 02:42 PM
صحافة الكمبيوتر التي تسير حاليا وبسرعة مذهلة نحو صحافة الهاتف النقال لا يجوز ان نطلق عليها تسمية المواقع الالكترونية فهذا وصف يظلمها ولا يعبر باي حال عن فهم دقيق لالياتها ولطبيعتها الإعلامية والفنية لان من يديرها هم صحفيون محترفون بكل ما في الكلمة من معنى اذ استطاعوا "بسرعة البرق"ان ينافسوا جميع وسائل الاعلام التي نصفها بالتقليدية "صحافة،اذاعة ،تلفزيون فضائي وارضي، وحتى وكالات الانباء التي تمتلك جيوشا من الصحفيين" .
"صحافة البرق" هذه تمتلك قدرة هائلة على التشكل والتطور لسببين الاول انها اقامت شراكة لا تنفصم مع تكنولوجيا العصر لتسير في ركابها ومعها ،والسبب الثاني ان صحفييها اتقنوا فنونها واسرارها بحيث باتوا خارج مدى قدرات دعاة التضييق على الحريات الإعلامية أو حتى اصحاب الاهواء الصحفية والسياسية الرامية إلى احتواء الاعلام والهيمنة عليه .
وهذا واقع اعلامي جديد وساحة صحفية لديها قدرات خلاقة في مقابل صحافة تقليدية محكومة إلى حزمة من الضوابط التي لم تعد تجدي بل في احيان كثيرة باتت معرقلة ويحتاج اصحابها إلى وقت طويل ليفيقوا على أنفسهم ويشتموا رائحة القهوة.
لا يمكن ان يكون دعاة التشديد على صحافة العصر يهدفون من وراء حملاتهم قمع جهاز الكمبيوتر أو البرامج المحشوة بداخله ، بل لنقلها بصراحة ووضوح ان المستهدف هو جيل الصحفيين المحترفين الذين يطلبون من وراء شراكتهم مع التكنولوجيا ان يكون لهم موقعهم على المنصة الإعلامية وهذا حقهم ، وبالمناسبة جميعهم من جيل الشباب لم يعاصروا لا الايام العرفية ولم تكن لهم تجربة معها عدا عن كونهم ملتصقون بالوطن وبقضاياه ولديهم وعي سياسي يستحقون عليه الاحترام والتقدير لا الملاحقة والتضييق.
من هنا فإن التوجه الذي يقوده البعض نحو سن التشريعات "السكاكين " لضبط صحافة البرق والتضييق عليها ليست فكرة بريئة وهي محاولة للاغتسال بماء آسنة بدل التوجه نحو الاعتراف بصحفيي البرق والتعامل معهم باعتبارهم جيل مهم ومفعم بالطاقة والرغبة الجامحة لخدمة الوطن وقضاياه وان تكون لهم كلمتم المسموعة، فلديهم الامكانيات والمال والجمهور ليوصلوا كلمتهم .