وصاية الهاشميين على الأقصى ليست نابعة من شعارات رنانة وإنما هي نتيحة لتجذر القيم العربية والإسلامية النبيلة في ضمير الهاشميين ووجدانهم وهذا يظهر في عدة مواقف مشرفة سواء الملك الحسين الباني رحمه الله أو جلالة الملك عبدالله الثاني في الإعمارات المتتالية للمقدسات الإسلامية والمسيحية والدفاع المستميت عن المقدسات وأهلها وقد بان ذلك من خلال كلمته بالأمس في محافظة الزرقاء فقد قال بلسانٍ عربي أصيل "القدس خط أحمر "
وأيضاً تأكيد القائد في المنابر الدولية على أن القدس هي محور أي عملية تفاوضية فلم يفرط النظام الأردني يوماً بهذه القضية وإن تعالي الأصوات دفاعاً عن القدس في الأردن يؤكد مدى التناغم بين الشعب والقيادة وعلى ضرورة العمل الرسمي والشعبي لحماية المقدسات من دنس الصهاينة وكل من يتنازل ولو بكلمة عن الوصاية الهاشمية على القدس الشريف ..
ومن جانب آخر وعلى الرغم مما يحدث في الأردن من أزمات أقتصادية متتالية تتبنى دورها الحكومات الأردنية المتعاقبة إلا أننا في الأردن نعيش مع القدس دور الأم الرؤوم التي لها حباً أبدي أكبر وعشقاً عربياً أكثر ..
وقد باتَ واضحاً وضوح الشمس ذلك الضغط الأقتصادي الخارجي على الأردن وذلك لما يتمتع بهِ الأردن من وصاية هاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعدم الإفراط أو التنازل عن أي منها إلا أن الأردن سيبقى قوياً عزيزاً أنفاً بسواعد أبنائه وبناته..
ولعلَّ الغريب للدهشة ما يحدث على مواقع التواصل الأجتماعي ارتباط كل من يهمه مصلحة البلد وأبنائها بمفهوم " السحيج " هذه الكلمة التي ستضيع مئة عام من إعمار وبناء للأردن والتي ستقصي بنا جميعاً خارج دائرة التكامل والتكافل فهي مفهوم غير لائق في مكان غير مناسب ولا أعتقد أننا بحاجة إليها في هذا الوقت الراهن والذي يحتاج منا إلى أن نكون يد واحدة تصفع كل عابث أشر لا تهمه مصلحة الوطن..
كانت وما زالت القدس تاريخياً مداراً للصراعات إلا أنها اليوم يجب أن توحدنا جميعاً فتقوية الجبهة الداخلية اليوم ضرورة ملحة وذلك لنتمكن معاً من مواجهة الأخطار الخارجية ولا ننكر أن التعبير عن الرأي مصان في الدستور والقوانين الناظمة للعمل السياسي والحزبي لكن المرحلة تقتضي المزيد من التكاتف وذلك لأن الوطن والقدس فوق الجميع..