الملك "يُخنِس" شياطين الباطل: القدس لنا والشعب معه!!
أ.د. خلف الطاهات
21-03-2019 10:00 AM
لم يكن يحتاج جلالة الملك أكثر من طهارة أرض الزرقاء و ووفاء أهلها لعقد مؤتمر صحفي شعبي أردني جامع مانع بهذا الحجم ليجدد ثوابت الدولة الأردنية و مواقف الهاشميين التاريخية من عروبة فلسطين قدسها وترابها وأهلها، في سلوك ملكي اتسم بالجرأة كالعادة في الطرح ومستوى رفيع من الصراحة وثقة تطاول عنان السماء بين الملك وشعبة ليعلن أن الأردن ومليكه ومواقفه أكبر من أي مزايدات أو ضغوطات!!
هذا الرد المزلزل الذي أطلقه جلالة الملك يوم أمس من أرض الجند والعسكر ومدينة المهاجرين والأنصار "الزرقاء" بأن القدس خط أحمر وأن الشعب الأردني كله معه كانت كفيلة لإخناس شياطين الإنس الذين لا يتركون فرصة لمحاولة التشكيك بالموقف الأردني من القضية الفلسطينية أو محاولة بعثرة و تشتيت جهود السياسة الخارجية إزاء القدس في محاولة بائسة منهم لسحب شرعية الهاشميين التاريخية في الوصاية على المقدسات.
لم يكن سيدنا أبو حسين وحيدا في موقفه من القدس، فالشعب والجيش الذي قدم وروى أسوارها وترابها بدماء الأردنيين الزكية العطرة في اللطرون وباب الواد ودافع عن كرامة الأمة هو شعب لا يعرف إلا أن يكون مع الحق والحق هو الذي يقوده الهاشميون تاريخيا في سبيل عروبة القدس، فالهاشميون أول حكام العرب قدموا تضحيات حقيقية لأجل فلسطين، فهناك و على أبواب الأقصى استشهد الملك عبدالله الأول ومن قبله ثائر العرب الشريف الحسين بن على دفع ثمن صلابة موقفه ورفضه التنازل عن القدس فتم إبعاده خارج الجزيرة العربية والشام ليوصى بأن يدفن بالقدس، والحسين رحمه الله لم يتوانَ أن يبيع أفخم قصوره لصيانة وإعادة إعمار الأقصى بحد حرقه من المحتلين، واليوم ها هو عبدالله لا يألوا جهدا ويقود حراكا عربيا ودوليا لأجل القدس وعروبتها متحديا كل الضغوطات الإقليمية والدولية لأجل القدس!!
لقد كان كلام جلالة الملك بمثابة إعلان تحذير مجبول بتهديد بعدم المساس بالقدس وأهلها، و"إعلان حرب" لمواجهة الضغوطات والإغراءت التي يتعرض لها الأردن والملك على وجه الخصوص لاستمالة الأردن و مواقفه لأجل إتمام ما يسمى بصفقة القرن، وبوضوح وثقة عاليةأكد جلالته أن مكمن قوته ورباطة جأشه في مقاومة هذه الضغوطات تكمن بوقوف شعبه الأردني كله معه بهذه اللحظة التاريخية الحاسمة والهامة. نعم هذه هي الحقيقة الملك يعلن بوضوح أنه يتعرض لضغوطات ويعلن أيضا أن هناك من يتآمر على الموقف الأردني وأن هناك من يتعمد التشويش على هذا الموقف داخليا وخارجيا.
إذن هي جبهتنا الداخلية باختصار وهناك من خارج الوطن من الواهمين والمشككين من يراهن على أن الشعب وظروفه الاقتصادية الصعبة قد يكون الخاصرة الرخوة لتركيع الأردن وإضعاف صموده لمواجهة هذه التحديات وإزاحته او إبعاده عن القضية الفلسطينية.
في الذكرى الحادية والخمسون لانتصار الجيش العربي الأردني في كرامة المجد والخلود والصمود، خمسة عقود من تمريغ أنف جيش الاحتلال الإسرائيلي بتراب الأغوار ودحرهم عن هضاب عيرا ويرقا والسلط ومن معسكرات معان والزرقاء والصحراء من هناك يتجدد عهد الأردنيين مع عبدالله دوما معك.. دوما معك سيدي!! حفظ الله عبدالله و حمى الأردن وشعبه من كل مكروه وشر.