تصريح السفير السعودي وحاضر الامة
د. عدنان سعد الزعبي
21-03-2019 09:11 AM
تصريح السفير السعودي حول الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس جاءت بوقتها وبحنكة وذكاء سعودي لاغلاق الباب امام الذين يزجون بانوفهم لزعزعة العلاقة التاريخية بين البلدين , ولايقاف الية الدعاية الاسرائيلية للانتخابات و زعم نتنياهو ولوكوده من تحويل الموقف الخليجي للتوجه الاسرائيلي ومقتضيات صفقة القرن .
من الطبيعي ان تمر ا العلاقات الدبلماسية بين الدول بحالة ضعف او تشكيك او تنافس. لكن الحقيقة التي صنعها التاريخ واقرها الواقع ، سرعان ما تفرض وجودها فتبيض القلوب وتعاد الحسابات الخاطئة الى رشدها فالامة التي تشترك بالتحدي والمصير لا يمكن الا ان تكون أمة وحدة متقاربة ومتعاضدة على اعتبار ان مصالح الدول بعيدة المى هي واحدة رغم تجاذبات المواقف التي تفرضها الظروف . . لا يستطيع احد ان ينكر ان السعودية حاليا تقود الامة العربية وتتولى زعامة الامة الاسلامية , وهذا اتضح بعد مؤتمر الدول الاسلامية في الرياض ابان زيارة شيخ العالم الامريكي (ترامب ) , خاص وان السعودية مؤهلة للعب هذا الدور بعد الفراغ الذي تركته الحروب على العراق وسوريا والواقع الداخلي لمصر وانشغال الاردن بواقعه الداخلي الذي حمل عن الامة العربية هموم وتحديات الازمات السورية والعراقية والميمنية والليبية , فانغراس الاردن بهذه لتحديات وقيامه بدوره اليعروي والانساني وبكل امتياز خلق له صعوبات كبيرة ومشاكل اقتصادية عميقة اربكت المشهد وخلطت العديد من الاوراق السياسية التي كان الاردن وعلى الدوام يمارسها للحفاظ على توازن الواقع السياسي في المنظومة العربية .
يمكن ان نقول ان بيان السفير السعودي الذي يعكس موقف السعودية الرسمي تجاه وضع الوصاية الاردنية على المقدسات يبريء الساحة السعودية ويطهرها من كل الاشاعات التي كانت تغذا من اطراف لا تقبل السعودية ولا ترغب بالاردن ,و تشكل خطرا جسيما على العلاقة بين البلدين الشقيقين , فالقيادة السعودية تدرك تماما ان هذه الوصاية ذات ابعاد مصيرية لمستقبل المقدسات التي يحاول الصهاينة اخراجها من قاموس القدس وتحويلها الى معابد وهياكل مزعومة , انتصارا للتخاريف الصهيونية حول الهيكل المزعوم . الحكومة العميقة في السعودية تؤمن بمجموعة ثوابت يجب ان تكون راسخة وثابتة ولو غطت سحابات ما على العلاقة بين الشقيقين لكنهاسرعان ما تنجلي لتبقى عقيدة التقارب هي الاسمى التي تمثل رؤى الشعب والقيادة العميقة في السعودية بالضبط كما هو الحال بالنسبة للاردن شعبا وقيادة . فالسعودية هي السند والعضد للاردن والعرب كما هو الحال الاردن للسعودية ولكل العرب .
نسمع الكثير ونستغرب اكثر من الذين يشطحون في تفسيراتهم لتعميق الخلاف بين الشقيقتين , متناسين اننا الان بامس الحاجة للتكاتف والتعاون والوقوف الوقفة الاشم تجاه القدس ومقدساتها وان ندعم الشعب الفلسطيني الذي يقتل ويعذب ويجوع , والنيل من صموده لضمان تنازله وهيمنة المعتدي الاثيم . فهذه البقعة من الارض تركها الله امانة في اعناقهم بالضبط كما هي مسؤولية كل عربي مسيحي ومسلم امن بالله وحافظ على القدس منذ العهدة العمرية . فالسعودي والاردني والمورتاني وكل ابناء الامتين العربة والاسلامية مدعون لان تكون القدس هي واجهة اهتمامه وحاضرة تفكيره , باعتباره امانة ربانية لاولى القبلتين ولمسجدها وكنائسها . ما قاله السفير السعودي اقرار وتوكيد وتطمين ليس للاردنين وحدهم ولا الفلسطينيين الذين ينتظرون موقف الوحدة هذا , بل والعالم العربي الذي اثلج صدره هذا البيان الذي يؤكد وحدة الصف العربي وتقدير الدول العربية لدور بعضها البعض وتكاملية هذه الادوار لخدمة قضايا الامة وعلى رأسها قضية فلسطين .
فنقاط قربنا اكبر من نقاط الخلاف , وان مصلحة امتنا هي محل اهتمام السعودية والاردن على السواء وخاصة وان قواسم القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تشكل الان عوامل ترابط وتجاذب بين الدولتين للوصول الى حالة الامن والاستقرار في المنطقة وعدم ترك الصهيونية تستغل الخلاف والصراع والتوتر للتسلل وتحقيق اهدافها العدوانية .
شكرا للسفير السعودي الذي جاء البيان من لدنه وخاصة في هذا التاريخ حتى لا يكون هناك تأويل واقاويل , لان البيان من سفير السعودية في الاردن يعني التاكيد والتوكيد عل موقف السعودية الثابت من قضية الوصاية رغم كل ما قيل واشيع لتكون النافية المانعة , فاذا خرجت مؤشرات هنا أو حالات غضب من هناك فأنه لا يعكس السياسة الحقيقية والعميقة للقيادة السعودية الشقيقة ولشعبها العزيز الذي عرفنا عروبته وتمسكه بدينه ورسالة الاسلام الحقه . وبعد رؤياها على مر العقود والعقود .
هذا التصريح جاء لطمة لنتنياهوا والمتزمتين الصهاينة الذين راهنوا على السعودية في صفقة القرن وتنازل السعودية والخليج عن قضية فلسطين باعتبارها ليست من اولوياتها . لطمة لاسرائيل ودعاية اليمين المتطرف الذي اعتقد ان الخليج اصبح بجيبه , فجاء التصريح ليقول لهم “فهمتم خطأ وقد خاب من ضن السوء “,ستبقى السعودية على الدوام حاضرة الامة الاسلامية ومرجع امتنا العربية وسيقى الاردن عضدها وسندها . , فشكر لسعادة السفير .