في هذا اليوم من كل عام تعج وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي باحتفاليات وتبريكات بعيد نوروز وعيد الأم معاً،
نوروز كلمة كردية تعنى «اليوم الجديد»، واليوم بداية سنة كردية جديدة ، وهو يوم تأسيس الدولة الكردية الأولى عام 612 قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
من المعروف بأن عيد نوروز، أو نيروز، يعتبر من أكثر الأعياد القومية لدى الكرد احتفالاً وقيمة، وهي تعني لغة (اليوم الجديد) في اللغة الكردية، حيث له دلالاته وطقوسه الخاصة لدى الكرد عامة، فهو رأس السنة الكردية، أول أيام الربيع، كما أنّه عيد لمعظم الشعوب الإيرانية
كما يحتفل الأكراد بهذا العيد، ويعدّونه عيداً قوميّاً، ويروون في قصصهم التراثية أنه اليوم الذي
انتفض فيه الأكراد تحت راية كاوه الحدّاد، ضدّ الملك الضحّاك، فيقومون بهذا اليوم بإشعال النار على اسطح المنازل، تيمنا بالنار التي اوقدها “الحداد” بعد انتصاره على الملك الدكتاتور ليعلن انتصاره للشعب حسب الاسطورة.
ويحتفل به سنوياً ملايين البشر في كل أنحاء العالم، إلا أنّها تحظى بخصوصية من حيث طقوس الاحتفال والبُعد القومي لدى الكرد، إضافة إلى دلالته المباشرة في وجدانهم وذاكرتهم وارتباطها المباشر بالحرية، وكرمز للتحرّر والخلاص من العبودية والظلم. وقد ذكرتها الكثير من المصادر الإسلامية والأشعار العربية والمرويات الشفهية، وهي في جوهرها ترجع لمعتقدات موغلة في القدم لدى الذهن البشري. ففي يوم 21 آذار من كل سنة يحتفل الكرد بعيد النوروز حيث يكون الاحتفال بإشعال نار شعلة نوروز في ليلة 20 آذار رمزاً لانتصار كاوا الحداد على الضحاك الطاغية والمستبد، وفي اليوم التالي يخرجون إلى أحضان الطبيعة بثيابهم التراثية احتفاءً بالحرية.
والتوافق مدهش بين أن يكون 21 مارس يوم الشعر العالمى ويوم مولد نزار قبانى، وهو من عظماء
الشعر العربى فى القرن العشرين الميلادى
تحتفل الأمم بأعيادها، وتقوم بتجهيز مُستلزمات احتفالاتها البهيجة التي تُصادف يوم وقوع حدث ما. وقد احتفل الفراعنة بعيد النيروز في شهر سبتمبر، ولقبوه بـ «تاج الأعياد» لأهميته وارتباطه بالزراعة. جاء الاسم من كلمة قبطية تعني ارتفاع منسوب المياه. نشأ هذا التقويم الذي يَعتمد على دورة الشمس فلكيًا سنة 4241 ق.م. ويُعد من أوائل التقاويم وأكثرها دقة، بل ومنشأ التقاويم اللاحقة، لذلك يستخدمه الكثيرون لمعرفة المواسم الزراعية وطبيعة المناخ. رصد المصريون القدامى النجوم، ووضعوا التقويم بعد مُتابعة متواصلة ومُتأنية لحركة الشمس، وتمكنوا بحساباتهم الفلكية من تحديد السنة بفصولها الثلاثة و12 شهرًا بايامها الثلاثين، وأضافوا الأيام الباقية لما أسموه بالشهر الصغير. أما عيد النوروز الحديث، الذي يُصادف رأس السنة الشمسية في بداية فصل الربيع شمال الكرة الأرضية فيعني «اليوم الجديد» باللغة الفارسية ويحتفل به أكثر من ثلاثمئة مليون شخص في دُول كالهند وأفغانستان وإيران وكازاخستان وباكستان وتركيا وغيرها، فصل ارتداء الطبيعة لثوبها الأخاذ ونشر رسائلها الإيجابية كالتفاؤل والمحبة والأمل والسلام. تعود احتفالات النوروز إلى ما قبل 2500 عام، ويرى البعض ارتباطه بيوم هبوط النبي آدم عليه السّلام على سطح الأرض. ويذكر الباحثون أن أصول النوروز تعود الى أسطورة احتفالات بلاد فارس بِعهد الملك جمشيد لانتشار السعادة والخير والبركة في أيامه، فشيد مَدَرج «تخت جمشيد» بمدينة شيراز لإقامة مراسمها في عهد الأخمينيين. لقد أعلنت الأمم المتحدة يوم 21 مارس «اليوم العالمي للنوروز» وسُجل في قائمة اليونسكو النموذجية للتراث الثقافي للبشرية عام 2009 بوصفه تقليداً ثقافياً لعدة شعوب وعيداً عريقاً توارثته الأجيال. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة النوروز قائلاً «إنه فرصة رائعة للاحتفاء بالتنوع الثقافي والحوار والاحترام المتبادل. مناسبة للوحدة والتضامن.. روح النوروز تُشجّع على الانسجام مع الطبيعة وفيما بين الشعوب لتعزيز التعاون من أجل تحقيق السلام الدائم.. وتمنى احتفالات تشع بالبهجة والسلام». النوروز احتفال بقدوم الربيع وترويجٌ لقيم السلام، توحد مختلف أفراد المجتمع على الخير، وتُعزز التواصل الإنساني وتُقوي أواصر الصداقة بين الشعوب والملل. عيد النوروز، أو النيروز، ، عيد الأم، شم النسيم وغيرها الكثير، تسميات مُتعددة ومُتنوعة كتنوع حديقة مُضيئة ببريق ألوان الزهور التي تُجمل وتُزين الحياة ببهائها، مُسميات رائعة تنشر الفرح والسرور الذي يحتاج إليه الإنسان في كُل لحظة وخصوصًا ونحن نعيش في عالم يمتلئ بالكثير من الصعاب والمشاكل والأحزان والهموم! .كل عام ونحن اقرب الى الحب والسعادة والفرح وكل عام الشعب الكردي والعالم بالف خير ومحبة .