الصفدي: القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية
تصوير - احمد سلامة
20-03-2019 03:41 PM
عمون- عقد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي محادثات مع وزير الصناعة والتجارة الهنغاري بيتر سيارتو بحثت تقوية علاقات التعاون الثنائية واستعرضت المستجدات الإقليمية وسبل التعامل معها بما يحقق الأمن والاستقرار.
وأكد الصفدي وسيارتو تفعيل جهود توسعة التعاون الاقتصادي والاستثماري والسياحي، خصوصا في قطاعات الطاقة والمياه والسياحة ومن خلال أيجاد الظروف التي تتيح تبادلا تجاريا أكبر ومشاريع مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين.
وأشار الصفدي إلى العائدات الكبيرة للاستثمار في المملكة التي تشكل بوابة إلى اقتصادات المنطقة ومشاريع إعادة الإعمار فيها.
وفِي تصريحات صحافية مشتركة بعد المحادثات الرسمية التي تمت في وزارة الخارجية أشار الصفدي أيضا إلى أهمية التعاون في قطاع التعليم حيث توفر هنغاريا ٤٠٠ منحة دراسية في الجامعات الهنغارية لطلبة أردنيين وتقدم المملكة مئة مقعد جامعي لطلبة هنغاريين.
وقال الصفدي إن المحادثات أيضا تناولت التطورات الإقليمية وخصوصا تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية التي تمثل "قضيتنا المركزية الأولى."
وأكد وزير الخارجية أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية هو شرط تحقيق السلام الشامل في المنطقة.
وقال إن "القدس كما يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني، الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، هي مفتاح السلام. ونحن نؤكد على ان القدس هي قضية من قضايا الوضع النهائي يحسم مصيرها عبر مفاوضات مباشرة بين الاطراف وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد ان القدس الشرقية هي ارض محتلة".
وزاد "القدس الشرقية يجب ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية وموقف الاردن تعلمونه جيدا: نحن نرفض اي خطوة او اجراء يغير من هذه الحقيقة ويغير من حقيقة ان القدس الشرقية هي ارض محتلة ، يجب ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة شرطا لتحقيق السلام. وكما تعلمون رفضنا كل اجراءات او اي محاولات لنقل اي سفارة إلى القدس" خرقا لقوانين الشرعية الدولية.
وأكد موقف المملكة الثابت في رفض أي خطوة تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس.
ولفت الصفدي أن المباحثات تناولت أيضا الأزمة السورية وأكد ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يقبله السوريون ويحفظ وحدة سوريا ويهئ ظروف العودة الطوعية للاجئين الذين تستضيف المملكة مليون وثلاثمائة ألف شقيق منهم وتقدم لهم كل ما تستطيع من مساعدة رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة.
وشدد على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدوره كاملا لمساعدة المملكة على تحمل عبء اللجوء.
وقال إن المحادثات أكدت أيضا استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب ثنائيا ومن خلال التحالف الدولي، لافتا إلى مشاركة هنغاريا في اجتماعات العقبة التي تستهدف تكريس نهجا شموليا لهزيمة الإرهاب.
وقال الصفدي "الإرهاب مسخ لا علاقة له بأي حضارة او دين، وبالتأكيد لا علاقة له بقيم المحبة واحترام الأخر والسلام التي يحملها ديننا الاسلامي الحنيف. وأكدنا على أن محاربة خطاب الكراهية ومحاربة ظاهرة الخوف من الاسلام و محاربة السردية الإلغائية الإقصائية للمتطرفين جزء اساسي من معركتنا المشتركة لدحر الإرهاب عسكريا وامنيا وايدولوجيا."
إلى ذلك قال وزير الخارجية الهنغاري أن بلاده حريصة على تطوير التعاون مع المملكة في عديد قطاعات اقتصادية واستثمارية، وخصوصا في قطاعات الطاقة والمياه.
وأشار إلى أهمية تعزيز التواصل بين القطاع الخاص، لافتا إلى أن بلاده خصصت تسهيلات بنكية بقيمة ٩٠ مليون دولار لدعم التبادل التجاري بين المملكة وهنغاريا. ولفت إلى ان عدد المنح الذي تقدمه بلاده للطلبة الأردنيين هو أكبر عدد تمنحه بلاده لأي دولة.
وقال سيارتو إن بلاده تثمن الدور الإنساني الكبير للمملكة في استضافة اللاجئين السوريين، وأنها تؤكد من خلال الاتحاد الأوروبي ضرورة زيادة دعم المملكة لمساعدتها على تحمل عبء اللجوء. كما قال إن بلاده تدعم توقيع اتفاقية تجارة حرة بين الأردن والاتحاد الأوروبي.
وأشاد الوزير الهنغاري بالنموذج الأردني في احترام الأخر والعيش المشترك. واكد أن النموذج الأردني في العلاقات بين المسلمين والمسيحين مثالا يحتذي.
وأكد سيارتو أن سفارة بلاده في إسرائيل موجودة في تل أبيب وأن نقل السفارة إلى القدس أمر غير مطروح.
ورد سيارتو قرار بلاده فتح مكتب تمثيل اقتصادي في القدس إلى اعتبارات اقتصادية في ضوء المصالح الاقتصادية لها مع إسرائيل. وأكد أن لا تغير في موقف هنغاريا حول القدس والتزام هنغاريا موقف الاتحاد الأوروبي إزاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ويدعم الاتحاد الاوروبي حل الدولتين وأعلن التزام دوله عدم نقل سفاراتها إلى القدس.
وكان الصفدي رحب بالوزير الهنغاري في زيارته الأولى للمملكة بصفته وزيرا للخارجية والتجارة، لافتا إلى الروابط الثقافية التي تطورت بين البلدين في ضوء الأعداد الكبيرة للأردنيين الذين درسوا في هنغاريا.