تجسيدا لرؤيا سيد البلاد في العمل والإنجاز وأن تبقى أم الجامعات الأردنية في الدور المأمول منها منارة للعلم والمعرفة كيف لا وهي محل إهتمام ورعاية جلالة الملك الذي آثر أن يكون في يوم عيد ميلاده بين أبنائه الطلبة في أحضان أم الجامعات الأردنية يحاور الشباب لثقة جلالته بأنه هنا تكو صناعة المعرفة والعلم هنا المعقل الأساس للخبرة.

نعم تتحق مقولة أن الجامعة الأردنية هي عقل الدولة وقلبها النابض بالعلم والمعرفة فإن ذلك يعني أن الحلول يجب أن تنبع من هنا وأنه لا يمكن ولا بأي حال من الأحوال تجاوز عقل الدولة هذا في رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية للدولة الأردنية من أجل النهوض بالأردن الأنموذج الأردن الذي نتطلع له جميعاً.

لقد تحققت المقولة أعلاه هذه بأن لم ترضى أم الجامعات الأردنية ودرتها أن تقف مكتوفة الأيدي أمام شح الموارد وضيق الظروف الاقتصادية التي تعاني منها الحكومة اليوم، وفي الوقت نفسه وجود رغبة أكيدة بعزم الرجال لدى إدارة الجامعة على التطوير والتحديث والبناء ولكن الجود من الموجود وما الموجود إلا قليل لا يكاد يغطي من الالتزامات الشهرية للجامعة إلا الشيء اليسير ففجرت إدارة الجامعة مع انطلاقة فصل الربيع وفي يوم الأم لأنها الأم الرؤوم وفي ذكرى الكرامة بأن تبقى العزة والكرامة لأم الجامعات الأردنية وأن يكون الوعد والعهد للشباب أن الأردنية تحلق عالياً ولا مجال بعد للنظر إلى الوراء فأطلقت في هذا اليوم التاسع عشر من آذار ٢٠١٩، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة رئيس الجامعة مبادرتها وبدعم مطلق من مجلس أمناء الجامعة ومجلس العمداء والمجالس المختلفة فيها وبحس وطني عال من طلابها وبرغبة جامحة جامعة من سكان الأردنية وروادها التي تسكنهم قبل أن يسكنونها بالحب والعطاء والوفاء كيف لا وهي أم الجامعات الأردنية فجاءت المبادرة للبناء والتطوير وذلك باختيار الاعتماد على الذات للجامعة نهجا وطريقا لا رجعة فيه وتمثل ذلك من خلال جمع (مائة مليون) دينار لتطوير الجامعة وتعزيز البنية التحتية والتقنية التحتية فيها والولوج بها إلى مصافي الجامعات العالمية.

لا شك بأن ما قامت به رئاسة الجامعة الأردنية من إطلاق لهذه المبادرة ليسجل لها كخطوة رائدة مهمة تحتذى على المستوى المحلي بأن تنتقل هذه المؤسسة الأم الرؤوم من سياسة انتظار التمويل الحكومي السنوي والذي يعلم الجميع بأنه في تناقص مستمر في وقت تعاني منه الحكومة من ضائقة اقتصادية ومالية حقيقية وعجز كبير في الموازنة إلى نهج الاعتماد الجزئي على الذات شيئاً فشيئا إلى الوصول للإعالة الذاتية الكلية بالتوسع في الخطط والبرامج والاستثمار حسب ما جاءت به الاستراتيجية التي تنتهجها إدارة الجامعة اليوم لتطوير ذاتها.

لقد جاء انتهاج خارطة الطريق لمبادرة جمع التبرعات النقدية والعينية بتقسيمها لأربعة مراحل ليؤكد النية والرغبة في العمل الجاد وأن الإدارة ماضية لتدبير التمويل لقناعتها أن الإرداة تصنع المعجزات، وأن تطوير الجامعة لن يتأتى أو يكون أو يتحقق بغير الإعتماد على الذات للجامعة نفسها. من هنا فقد بدأت المبادرة بسكان الجامعة وأسرتها ثم تنتقل إلى خريجيها والذي اقترب عددهم من (ربع مليون ) خريج، ثم الانتقال إلى المجتمع الأردني المتكاتف لرد الجميل الذي هو دين دائم في أعناقنا جميعا فلا يكاد بيتا إلا وقد استفاد أحد أبنائه أو بناته من قريب أو بعيد من الدراسة في الجامعة الأردنية لا بل وقد كانت الجامعة وهي في احسن ظروفها المالية وحسب معايير التفوق تعيد الرسوم للمتفوقين من الطلبة.
أما المرحلة الأخيرة فستتمثل بالتواصل مع المؤسسات والأفراد في الدول الشقيقة والصديقة لتعريفهم بالمبادرة وحثهم على التبرع بالطرق والوسائل التي يرونها مناسبة.

لا شك أن لاستحضار قامات أكاديمية من الرعيل الأول في حفل اطلاق المبادرة لأمر جلل بالفعل يجسر القديم بالحديث وأن الفكر لا يتوقف وأن أبواب الأردنية بيت العلم والخبرة مشرعة للجميع.
لا شك أيضا أن في التبرع الذي قدمه بعض رجالات الرعيل الأول في حفل إطلاق المبادرة أيضا ليترك أثرا وليكون باكورة وعدوى طيبة حسنة أن الوفاء بالوفاء وأن العهد باق وحفظ للود وصدق الوعد، وإيماناً منهم بأن لأم الجامعات الأردنية أو الجامعة الأردنية الأم كما يحلو للبعض تسميتها مكانة كبيرة خالدة في القلوب تربطهم بذكرى البناء والتأسيس للأردن الوطن الأعز والأغلى وتدفع الجميع على الإصرار أن لا مجال لليأس أو التشاؤم لأن الأردن بمؤسساته مظلتنا وبيتنا جميعاً يستحق منا الوفاء والاخلاص والتضحية.
الله أسأل أن تتحقق رؤية الجامعة الأردنية ممثلة برئاستها الجليلة بتطلعاتها نحو التطوير والتحديث والتنوير والعالمية في أردننا بقيادة أبا الحسين حفظه الله ورعاه.