مساحة واسعة بين تقرير راصد امس حول انجازات الحكومة منذ تشكيلها قبل 9 أشهر وتصريحات الحكومة فيما يتعلق بالموضوع نفسه، وبين تلك المساحة يطرح سؤالا ضخما او تساؤلات عدة باي اتجاه نذهب او الى اي تصريج نميل، مع اعتقادي انه لا يحتاج الى التفكير طويلا او البحث بعيدا في ظل واقع ماثل امامنا ويعيش معنا كل يوم .

ففي الوقت الذي كشف فيه التقرير الثالث لراصد «رزاز ميتر» حول اداء الحكومة التي قدمت منذ تشكيلها قبل 9 أشهر 297 التزاما انجزت منها 7 ٪ فقط بشكل كامل.

تعود فينا الذاكرة الى التزامات وتعهدات الحكومة في بيانها عند تشكيلها في منتصف حزيران الماضي واعلانها عن نسبة انجازتها بعد 70 يوما فقط من تشكيلها بانها بلغت ما نسبته 62,5 في المئة من التعهدات التي وعدت بتحقيقها على ارض الواقع خلال المئة يوم الاولى .

واذا سرنا خلفها فهذا يعني انه اذا كان ما تم انجازه بـ 70 يومأ يزيد عن الـ ( 60في المئة ) فما هي اذا النسبة بعد 9 أشهر ، وفي حال اجرينا عملية حسابية بسيطة فان الانجاز يقترب من 25في المائة كل شهر ، وبضرب الرقم بـ 9 فان النتيجة تقترب من 200 في المئة مما يعد عملا خارقا يجب ان يدخل موسوعة غينس .

كما ان هذه النسب والنجاحات كافية لان توفر حياة من الرفاهية والبذخ لكل مواطن اردني يفوق كل احلامه، ولان مصطلح الانجاز له اهمية كبيرة ومفاهيم متعددة فقد بحث في تعريفه عشرات العلماء الذين اوجدوا له ما يعادل عددهم من التعريفات اي انه ليس مجرد قول او حديث عابر .

(ويعرف الإنجاز فى لسان العرب على معنى الإتمام ، فيقال نجزت الحاجة إذا قضيت، وإنجازك إياها أي قضاؤها وإتمامها .) وهذا التعريف يحتاج الى تركيز ومقاربات مع واقعنا، في حين يعرفه « ماكيلاند Mcclelland , 1953 « بأنه تكوين فرضي يشتمل على الشعور المرتبط بالأداء للوصول إلى معايير الامتياز والتفوق على الذات والآخرين والأمل فى النجاح والخوف من الفشل أثناء جهود الفرد لتحقيق أهدافه .

ويعرفه « إدواردز Edwards , 1959 « بأن الإنجاز بمعنى أن يكون الفرد ناجحاً ومتفوقاً وأن ينجز أعمالاً تتطلب مهارة جيدة وجهداً كبيراً وأن يكون خبيراً فى المجال الذى يعمل فيه وأن يجيد القيام بعمل صعب لا يقدر عليه الآخرون وأن يكون أفضل من أصدقائه في قدرته على حل المشكلات الصعبة .

ويعرفه « اتيكنسون Attkinson , 1964 « ، بأنه عبارة عن استعداد ثابت نسبياً فى الشخصية ويمكن إدراكه من خلال ملاحظة اهتمام الفرد الشديد ومثابرته وجهوده المبذولة من أجل تحقيق النجاح .

وهناك الكثير منها الا اذا تجاوزنا عن اعتبار الاعلان عن الية تسعير المشتقات النفطية ومكوناتها ونشرها بكل شفافية ووضوح انجازا لا اجرائيا او ان وضع الية محددة لمعالجة مرضى السرطان تتجاوز الاجراءات البيروقراطية، وتسرع عملية البدء بتلقي العلاج من اعتباره عملا روتينيا يوميا الى انجاز .

وكذلك مراجعة البند المتعلق بتقاعد الوزراء في قانون التقاعد المدني والعودة الى العمل بقرار تخفيض رواتب الوزراء بنسبة 10 في المئة، وإعادة النظر بنسبة الضريبة الخاصة على مركبات الهايبرد، والضريبة الخاصة على الوزن على جميع انواع المركبات.

في الحقيقة لا نحتاج الى تعريفات او مقاربات لان واقعنا الاليم يتحدث عن نفسه بوضوح وشفافية دون مواربة في ظروف معيشية واجتماعية ونفسية صعبة وبتفاقم ولم يتحقق له اي تقدم يذكر.

الدستور