تاكيدا المتهم بالفساد سيتنحى عن رئاسة الأولمبية اليابانية
19-03-2019 02:38 PM
عمون- أعلن رئيس اللجنة الأولمبية اليابانية تسونيكازو تاكيدا الثلاثاء أنه سيتنحى عن منصبه في حزيران/يونيو المقبل، وذلك في ظل الاتهامات الموجهة اليه من القضاء الفرنسي بدفع رشى في 2013 لضمان نيل طوكيو استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020.
وبعد اجتماع للجنة الأولمبية اليابانية الثلاثاء في طوكيو، قال إبن الـ71 عاما "في 27 حزيران/يونيو، ستصل ولايتي الى نهايتها. آخذا بالاعتبار مستقبل اللجنة الأولمبية اليابانية، أعتقد أن الأمر الأنسب هو ترك الأمور لقائد جديد من الجيل القادم حتى يتمكنوا من استضافة الألعاب الأولمبية وبناء حقبة جديدة".
وتنص قوانين اللجنة اليابانية على ألا يتجاوز المرشح لرئاستها السبعين عاما حين تقدمه بترشحه، لكن كان هناك توجه بتعديل الحد الأقصى للعمر للافساح بالمجال أمام تاكيدا للاستمرار بمنصبه حتى أولمبياد 2020.
وكشف تاكيدا الثلاثاء أنه سيتنحى أيضا عن منصبه في اللجنة الأولمبية الدولية.
ووجد المسؤول الياباني نفسه مرغما على التخلي عن فكرة الترشح لولاية جديدة عندما تنتهي ولايته الحالية في حزيران/يونيو، وذلك بعدما اتهمه القضاء الفرنسي بدفعتين مشبوهتين لمبلغ إجمالي بقيمة 1,8 مليون يورو خلال حملة الترشيح اليابانية.
وحصلت طوكيو على التنظيم في الاقتراع الذي جرى عام 2013 في بوينوس أيرس، وفازت به على حساب مدريد واسطنبول.
وترتبط التحقيقات الفرنسية التي انطلقت في 2016 وكشف النقاب عن تفاصيلها في كانون الثاني/يناير الماضي، بعملية دفع تمت على مرحلتين لصالح شركة "بلاك تايدينغز" التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها، والمرتبطة ببابا ماساتا دياك، نجل الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى السنغالي لامين دياك.
ويتهم بابا ماساتا دياك، مستشار التسويق السابق القوي لدى الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي ترأسه والده دياك من 1999 الى 2015 والذي كان عضوا مؤثرا في اللجنة الأولمبية الدولية، بقبض رشى بعدة ملايين من اليورو من عقود رعاية أو جراء تسهيل حصول ريو دي جانيرو البرازيلية وطوكيو على تنظيم أولمبيادي 2016 و2020 على التوالي.
وأدرج اسم بابا ماساتا دياك على قائمة أكثر المطلوبين لدى الإنتربول منذ عام 2015، لكن الحكومة السنغالية رفضت تسليمه الى فرنسا رغم مناشدات رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ.
- "لم أرتكب أي خطأ" -
والدفعتان اللتان حملتا اسم "ملف ترشح طوكيو لأولمبياد 2020"، دفعتا من حساب مصرفي ياباني قبل وبعد تصويت اللجنة الأولمبية الدولية لصالح العاصمة اليابانية.
وردا على سؤال عن سبب عدم استقالته مباشرة بعد فتح التحقيق الفرنسي بحقه، قال تاكيدا "أشعر بالأسف حقا للتسبب بهذا الإحساس، لكني أعتقد أني أتحلى بالمسؤولية لإتمام رئاستي حتى انتهاء ولايتي".
وينفي تاكيدا أي تورط في الفساد وكرر موقفه الثلاثاء "كما قلت، لم أرتكب أي خطأ. سأستمر في بذل جهدي من أجل إثبات براءتي".
والتحقيق الذي فتح بحق تاكيدا في فرنسا لا يؤدي تلقائيا الى محاكمة، لكنه يعني أن النيابة العامة ترى بأن هناك أدلة قوية أو مؤكدة على ارتكاب مخالفات.
وشدد تاكيدا أنه "لم يشارك مطلقا في أي عملية صنع قرار" بشأن المدفوعات وأن هذه الأموال كانت بمثابة تعويض مشروع عن "عقد استشاري تم توقيعه من خلال إجراءات موافقة مناسبة".
وفتح التحقيق بهذه القضية في فرنسا بسبب الشكوك بأنه تم تبييض هذه الأموال هناك.
ووفقا للوثائق التي شاهدتها وكالة فرانس برس، أخبر تاكيدا المحققين الفرنسيين أن شركة إعلانات يابانية عملاقة أوصت بـ"بلاك تايدينغز"، في إشارة الى "دينتسو"، الشريك التسويقي الرئيسي للاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي أشرف بابا ماساتا دياك سابقا على استراتيجية التسويق لديه.
وقاد تاكيدا حملة طوكيو للفوز بالألعاب الصيفية للمرة الثانية. وكان والده، تسونيوشي، حفيد الإمبراطور ميجي، رئيسا سابقا للجنة الأولمبية اليابانية.
وبحسب وسائل الإعلام المحلية، سيكون ياسوهيرو ياماشيتا، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية اليابانية وبطل الجودو الأولمبي للوزن الثقيل في أولمبياد لوس أنجليس 1984، من بين المرشحين لخلافة تاكيدا.
وفي بيانها بعد انتشار خبر اتهام تاكيدا بالرشوة، قالت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو 2020 إنها ليست في موقع يتيح لها التعليق على الموضوع، لكون الاتهام الموجه لتاكيدا يرتبط بنشاطه خلال فترة الترشح.
وأوضحت في بيان مقتضب أنها "لا تتمتع بالإمكانات لمعرفة تفاصيل نشاطات لجنة ملف الترشيح، لأن اللجنة المنظمة لم تتشكل إلا بعد حصول طوكيو على شرف الاستضافة"، مضيفة "نعتقد بأن تنظيم الألعاب منح لطوكيو لأن المدينة قدمت أفضل ملف ترشيح...". (ا ف ب)