في عام 1990 استقال رئيس وزراء سنغافورة لي كوان يو بعد نقل سنغافورة خلا عشرين عاما الى اكثر الدول امانا واقلها فسادا بعد ان كانت ترزح تحت وطأة التخلف والفساد.
ذهب المواطنون بالالاف الى منزله وهم يبكون راجين منه الاستمرار في الحكم؛ الا انه رفض ذلك طالبا منح الفرصة لجيل الشباب لاستكمال مسيرة البناء والتقدم.
في النهاية َوافق لي كوان يو ان يصبح مستشارا فخريا للحكومة لمدة عشر سنوات.
ما قام به الرئيس خلال عسرين عاما يعتبر مثالا لكل الدول التي ينخرها التخلف والفساد؛ لقد اهتم بالتعليم بالدرجة الاولى ودفع الى المحاكم كبار الفاسدين الذين واجهوا عقوبات قاسية يستحقونها.
اليوم تعتبر سنغافورة البلد الاكثر امانا في العالم، والفساد فيها لا يكاد يذكر ابدا.
فهل لنا ان نتعلم من هذه التجربة؟ ام ان هناك ما يعيق القياَ بذلك؟ وهل ستبقى الامور على ما هي عليه بحيث تتضخم مؤسسة الفساد ويزداد المواطنون فقرا والفاسدون يززادون غنى؟
يبدو اننا من الصعب ان نصل لمرحلة تلك البلاد، لا هي ولا حتى ماليزيا التي سخر لها الله القائد مهاتير محمد الذي نقلها لمصاف الدول الصناعية المتقدمة.
نحتاج في بلادنا للتعلم من تجارب الآخرين، ولكن يبدو ان هناك من يشد هذا الوطن الى الوراء، ويحاول اعاقة كل تقدم في بلادنا.
الخير مازال موجودا فينا، وسوف نصل الى اللحظة التي نرى فيها هذا البلد زاهرا متقدما بزنود ابنائه.