الا يستحق شهداء مذبحة المسجدين بنيوزيلندا الحداد؟
د. محمد كامل القرعان
18-03-2019 10:23 AM
لم ترتق ردة الفعل الرسمية والاعلامية الى المستوى المطلوب ، وبحجم ا (الهجوم الإرهابي) الذي أودى بحياة اكثر من 50 شهيدا من بينهم اربعة شهداء اردنيين من أصل سبعة اشخاص واستهداف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا.، كان من الأجدر الحداد على ارواح الشهداء احتراماً لجميعهم ولذويهم ولمشاعر المجتمع ككل.
نحن نسجل للحكومة متابعاتها الدبلوماسية واستنكارها للجريمة النكراء وابتعاث احد مندوبيها لمتابعة القضية هناك ، لكن لم ينسجم هذا الفعل بحجم المصيبة والكارثة ، بما يراعي احتراما لتعاطف الرأي العام المحلي والعالمي فيما قدمت الحكومة استنكاراً وشجب وادانة.
من المفروض ان نثير ضجة كبيرة بعد الهجوم الإرهابي على المسجدين ، وما زلنا في اوج الحدث ان تتصاعد اللهجة الرسمية تجاه قتل اربعة من مواطنيين اردنيين وأربعة جرحى ذهبوا ضحية فعل ارهابي مجرم حاقد متطرف ، وان تتجه الحكومة لتقديم استفسارات دولية حول الحادث الاليم ، وان تدعو كل المنظمات لحقوقية والانسانية الدولية لأدانة هذا العمل الاجرامي واستنكاره باشد الطرق والضغوطات الدبلوماسية، واستثمار هذه القضية لتسليط الضوء على اعمال الارهاب والتطرف التي يتعرض لها مسلمون وعرب في اماكن مختلفة في العالم لا سيما في فلسطين المحتلة وان لا تتعامل مع الجريمة على استحياء فهذا حق مشروع وواجب.
كما ان اعلامنا الوطني لم يكن مسؤولا بحجم الجريمة، وغاب عن الرسالة الاعلامية ذات المضمون والهدف الواعي لحقيقة القضية ومدى خطورتها واستثمارها عالميا، باستثناء بعض المبادرات الاعلامية الفردية لاعلاميين ومحطات اردنية نجل ونحترم، لكن الاولى ان تتناغم الجهود الاعلامية مع الجهود الرسمية لصناعة رأي عام محلي وعربي ودولي حيال ما جرى من جريمة نكراء : فالمسؤولية باعتقادي ايضا جماعية لكن القصور شابها وسوء التخطيط والادارة للازمة.
ينبغي استثمار هذه القضية بالوجه الذي يخدم الاردن وشأنه ومقامه وحضوره ودوره كموطن لجميع الأديان والثقافات والخلفيات العرقية والدينية والقيمية ، ورفضه بالإطلاق للكراهية والتعصب اللذين يولدان هذا العنف الإرهابي المتطرف.
ونحن هنا كدولة امتدادها عروبي اسلامي تقف مع جميع المصابين ودولهم خلال هذا الوقت العصيب الذي تنتشر فيه الكراهية والعنف واشباح الظلام وخفافيشه ، وان هذه الهجمات الإرهابية العنيفة والتطرف اليميني الذي سلب حياة العديد من الاسلاميين الابرياء أثناء ممارستهم حقهم في العبادة.
وايضا الا تستحق هذه الجريمة تنكيس العلم الاردني واعلان حالة الحداد العام حتى يشعر الجيل الناشيء ما يدور ويحدث حوله وبأمر يتعلق به وبابناء جلدته ووطنه وامته والانسانية جمعاء وبعث بهذا المجتمع روح الانتماء و كما هو معهود فيه دائما وبعث الاطمئنان في نفسه لتلقى الدولة احترامها وتقديرها لدى المواطن.