بغداد اليوم غير بغداد التي زها بها احمد شوقي أمام روما وأثينا ، وتغنى بجمال عيونها سعيد عقل . هي اليوم في التصنيف الدولي أسوأ مدن العالم في جودة العيش .
على مؤشر ميرسر العالمي الذي يصنف جودة العيش في مدن العالم سنوياً تقبع بغداد في ذيل قائمة المدن لتتقدم عليها بانجي عاصمة افريقيا الوسطى ، وصنعاء التي تحكمها المليشيات .
تلكم هي بغداد اليوم بعد ان ذكرها التاريخ عاصمة للعالم على امتداد مئتي عاماً يضيىء سماءها الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق بالتراجم والعلم والفلسفه وعقول المعتزله .
لم يكن يُراد لبغداد في عصر الهيمنة الامريكية ان تتمرد فتؤمم النفط ، وتشعل لشبابها ثورة علمية، وتنهض ببنيتها التحتيه ، وتبني حبيشها الوطني . تم استدراجها الى حيث فُتحت ابوابها لرياح الفوضى الخلاقه طريقاً للوصول الى الشرق الاوسط الجديد الذي تُرسم صورته اليوم .
مندوباً عن عصابة المحافظين الجدد تعهد جورج بوش الابن باعادة العراق الى القرون الوسطى . ولم يتردد بالذهاب الى الاحتلال عندما فشلت كافة نسخ هندسة الفوضى الخلاقه التي بين يديه .
لن تتخلى بغداد عن جمالها وبهاء حضورها وعروبة اهلها ومدنية مجتمعها . وفي وقت غير بعيد سوف تلفظ البويهيين والسلاجقه والبريمريين وتعود كما كانت وستبقى بغداد الرشيد التي تتقدم المدن عراقة وبهاء وآماناً وجودة في المعيشة.