المواطن في الشارع لان الحكومات فقدت بوصلتها الاقتصادية وعلى اثرها يعاني المواطن من ضنك العيش ولعل في وقفته واحتجاجه يعيد جزءً من كرامته التي سلبتها حكوماته.
وقفات المتعطلين عن العمل ما هي إلا رغبة المواطن في الحصول على عيشٍ كريم، ورفضه الصريح للإخفاق الاقتصادي في ظل تآكل دخله.
رئيس الوزراء يقول إن البطالة لا تزال في صفوف الشباب من كلا الجنسين تتصدر جدول اهتمام الوطن.
لهذا نقول أننا بحاجة الى فكر اقتصادي إبداعي يكون بعيداً على ثنائية الجباية ورفع الأسعار لرفد الخزينة ودعم النمو الاقتصادي وتشغيل الشباب العاطل عن العمل وهذا لا يكون الا من خلال دعم ورعاية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتخفيض كلف الانتاج.
اكثر من نصف مليون اردني عاطل عن العمل.. أكثر من 310 الف طلب موجودة بديوان الخدمة ومثلهم من العمالة الغير متعلمه.
البوصلة والحل هو في تحفيز القطاعات الانتاجية؛تجارة، زراعة، سياحة وصناعة التي هي أساس الاعتماد على الذات وأساس دولة الانتاج وهو قطاع إنتاجي رئيسي وأكثر قطاع قادر على التشغيل.
البوصلة والحل في تخفيض الضرائب والرسوم على الشركات والمصانع التي تشغل من الشباب العاطلين عن العمل، ومساهمة الحكومة بدفع قيمة الضمان الاجتماعي عنهم.
البوصلة والحل في تخفيض الكلف الإنتاجية العالية التي على اثرها تراجع الانتاج الصناعي بنسبة 6.2% في 2018، كما اغلقت عدد من المحلات التجارية واصبحت جميعها سبباً في زيادة البطالة لعدم قدرتها على تشغيل الأيدي العاملة.
لا ينقصنا المؤهل العلمي ولا الخبرة في هذا الوطن، بل ينقصنا التخطيط الإداري والاقتصادي السليم للخروج مما نعانيه من فشل وتراجع اقتصادي وبطالة مرتفعة.
نمتلك كثير من المقومات اولها شعب متعلم وواعي، وموارد طبيعية متعددة، ولدينا حسب الخبراء افضل خارطة سياحية أثرية وعلاجية وبيئية في الشرق الاوسط ومصانعنا تُصدر الى اكثر من 130 دولة حول العالم.
الخلاصة .. لا بد من ضرورة التوافق على فهم موحّد للمصلحة الوطنية، وتحديد أولوياتنا فبوصلتنا في تشغيل المتعطلين من خلال تقليل كلف الانتاج.
*رئيس حملة صنع في الاردن وكاتب في الشأن الاقتصادي