facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




تعدد ديانات أم تمدد كراهيات !


د. عادل محمد القطاونة
16-03-2019 11:28 PM

ما بين مُجرمِ ومُحرمٍ؛ ارهابي وعَقلاني؛ مجنون ومَوزون؛ يتساءل البعضُ عن حقيقة الكُره الذي يضمره البعض للإسلام والمسلمين؛ للمسيحية والمسيحين؛ ويتوجس البعض الاخر من حقيقة الفكر التطرفي المبني على العداء والجفاء! وهل ما شهده العالم في السنوات الأخيرة ما بين الحين والآخر من قتل انفرادي أو جماعي، عشوائي أو نظامي يستوجب من دول العالم إعادة النظر في الهيكل الفكري والعقائدي، وتبني سياسات أكثر وضوحاً وشفافيةً في تعامل الأفراد والجماعات مع الديانات !!

يقدر عدد الديانات في العالم بحوالي 4300 ديانة، وتعتبر الديانات المسيحية والاسلامية، البوذية واليهودية والهندوسية الأكثر انتشاراً حيث تشكل ما نسبته ال75% من سكان العالم، وتعد الديانتان الإسلامية والمسيحية أكثر الديانات انتشاراً وتشكلان حوالي نصف سكان العالم.

بعد ظهور تنظيم القاعدة وتنظيم داعش وتبنيهما التيار الاسلامي المتشدد القائم على القتل، تفاقمت الإسلاموفوبيا Islamophobia لدى العديد من الأفراد والمنظمات وهي فلسفة تفترض أن الإسلام دين قائم على القتل لغير المسلم، وعلى الرغم من عدم صحة هذا المعتقد الذي يرفضه أغلب المسلمين الذين يَرون في الدين الاسلامي ديناً قائماً على الرحمة والمغفرة، العدالة والمحبة إلا أن هذا الهوس الفكري بقي مرافقاً للعديد من مواطني العديد من الدول وخصوصاً المتقدمة منها.

لقد ساهمت بعض الأفكار والمعتقدات العدائية في تمدد الكراهيات وتعدد السلبيات، ورمت بكل ثقلها على الأديان كعباءة لتفريغ أفكارها ومعتقداتها، فأضحى الارهاب فكراً لا ديناً وأصبحت الأفكار الارهابية فرديةً أكثر منها جماعية، أغلبها بدأ من قناعات ذاتية بعالم مثالي لرأي شخصي، بعضها نشأ نتيجة ضغوط سياسية وبعضها الآخر نتيجة ضغوط اقتصادية.

يجب على العالم اليوم عبر قياداته السياسية والفكرية أن يكون أكثر ديناميكية وفعالية من أجل اعادة ترتيب الفكر الانساني عبر وضعه في موقعه الصحيح من خلال رسم الصورة الحقيقية للبشرية القائمة على الاهتمام والاحترام، ولعل من جُملة ما هو مطلوب اليوم اعادة النظر في المناهج الدراسية بالمدارس والجامعات، وإحكام الرقابة على الفكر الارهابي على مواقع التواصل الاجتماعي، واعادة توجيه بعض برامج ومشاريع الامم المتحدة في ترسيخ مفهوم العطاء والولاء، العطاء للبشرية والولاء للإنسانية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :