facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




العداء للإسلامية


د. محمد حيدر محيلان
16-03-2019 03:40 PM

ليس هذا المدعو (برينتون تارانت) سفاح نيوزلندا الأسترالي الجنسية ورفاقه، هم من ارتكبوا جريمة الكراهية الشنعاء بحق (الشهداء) المصلين العزل الخشع السجود، في مسجدين في نيوزلندا أمس، إنما هؤلاء أدوات وآلات.

إن عملية التخطيط المسبق للإجرام والتنفيذ بهدوء وتلذذ، والتصوير بمتعة وتشفي، ثم نشر ما فعلت يداه، بفخر واعتزاز، يترجم تشربه وامتلاؤه بالحقد والعنصرية والطبقية المقيتة للإسلام منذ أبصر الحياة. فقد نهل هذا ومماثليه، من فكر وحقد رجال اليمين المتطرف الأوروبي، من الأحزاب والساسة والمفكرين، البيض اللون، والسود الفكر والقلب، تجاه الإسلام وأهله، إضافة إلى وسائل الإعلام الغربية المسمومة، وكتب ومنشورات المفكرين الحاقدين على الإسلام، الذين ينفثون سمومهم الممزوجة بطعم التفوق العرقي في كل مكان، ابتداءا من المدارس الابتدائية وانتهاءا بالمعاهد والجامعات ودور العبادة والتبشير.

فتلك الدول التي تدعي الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، تفوح من خطابها رائحة الحقد والكره والمقت لكل ما هو إسلامي، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فتجد المرشح لمنصب سياسي برلماني، أو رئاسي، أو مجلس محلي، لأحد الولايات، يطرز أول شعاراته لنيل وكسب أصوات الناخبين، بالعداء للإسلام، والقضاء على الأقليات المسلمة والألوان الأخرى، ويبدأون بالمزاودة عليهم بدعوة (الإسلام فوبيا) وحماية أهل الدولة وسكانها الأصليين من خطرهم، خشية تغولهم المستقبلي وانقضاضهم المزعوم على الدولة والحكم، مدفوعين بفكر الحروب الصليبية، والنزعة العدوانية الهتلرية تجاه الآخرين.

إن (العداء للإسلامية)، الحقيقة الموروثة والقديمة، ترافقت مع ظهور الإسلام، وتزايد هذا الحقد مع تنامي الدولة الإسلامية على مر العصور، وانفجر ذلك الحقد علانية عند غروب الدولة الإسلامية وضعفها أمام حروب الصليبين، الذين نكلوا بالعرب والمسلمين إبادة وتقتيلا ودمارا شاملا، أهلك النفس والزرع والحرث، وما زال ذلك الحقد يتطاول ويمتد، وما يحصل في بورما تجاه مسلمي الروهينجا وفي الصين، وغزة وغيرها، يترجم ما يلقى المسلمون من حروب إبادة وتطهير عرقي.

ليس الغريب ما حصل سابقا وحاضرا وما سيحصل مستقبلا للمسلمين والإسلام فهذا متوقع، ونبأ به الرسول عليه السلام، في حديث ثوبان رضي الله عنه: عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت). ولكن الغريب، هو عدم وجود (استراتيجية ممنهجة للتوجيه الإعلامي الإسلامي) تماثل وتواجه المد اليميني المتطرف العالمي تجاه الإسلام والمسلمين، استراتيجية تشرح وتوضح الفكر الإسلامي المعتدل والإنساني النبيل، وتزيل الأفكار المشوهة التي تم إلصاقها بالإسلام والمسلمين للنيل منهم.

إن الامم فعلا تداعت علينا جميعها، وكل يقتسم ويقتص منا، ولا مهابة لنا ولا شوكة، ولا نحرك ساكنا، والسكاكين تغرز في خواصرنا ودماؤنا تسيل على الأعقاب، والكل صامت، حكومات وشعوب، وإعلام، ومفكرين وكتاب، نلوذ بالصمت بحجج واهنة وجبانة، وأعذارنا أقبح من صمتنا، بينما بدعوة (العداء للسامية) الزائف والكاذب، ثار اليهود على كل من عاداهم ولو بالكلام، وتراهم يتكاتفون ويتعاضدون ضد من يناصبهم العداء أو الكره، ويقتصون وينتقمون منه، فلا يجرؤ أحد أن يتلفظ ولو ببنت شفه تجاههم، وهاهم يغصبون الأرض والعرض والمقدسات، وينتهكون الحرمات، ونحن يقتلنا الوهن والجبن، وحب الدنيا يسيطر علينا، فلا نجرؤ على الانتصار لديننا وأرضنا وعرضنا ومقدساتنا، خشية أن نفقد مصالحنا الدنيوية والشخصية.

ما دام يقتلنا الوهن، سنذوق من كأس المحن، ويظل يلعننا الزمن وسنستباح مساءا وصباح، وقد نعلن استنكارنا لما يحدث، ونطلق بيانات جوفاء، ونطل من قصورنا المترفة فنشبعهم شتما واستهزاءا ويلوذون بالأبل وبالأوطان.

 





  • 1 علي تيسير الصباغ 16-03-2019 | 08:29 PM

    كلام واقعي واختصر كلام كبير عن اسباب الكراهيه ومنابعها

    ابدعت د محمد محيلان بالتوفيق

  • 2 منى صادق 16-03-2019 | 09:28 PM

    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل

  • 3 منى صادق 16-03-2019 | 09:28 PM

    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم حسبنا الله ونعم الوكيل


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :