إن الخوف الغير مبرر والمقصود من الإسلام والمسلمين، والمسيحية والمسيحيين، عبارة عن مشاعر موجهة من الكراهية والخوف والحكم المسبق ضد الإسلام أو المسيحية، للقيام بأعمال رامية للقضاء على الطرفين، هذا خوف لا عقلاني ناتج عن أفكار ومعتقدات حاقدة وغير منطقية هدفها التفريق والتمييز ضد المجموعات الدينية، ولا تمت للإنسانية بصلة.
إن التطرف الفكري والديني غير محصور بفئة معينة، ولا جماعات دينية محددة، هنالك أشخاص من كل الديانات يحملون أفكارا متطرفة وحشية للقضاء على الآخر، وتصبح هذه الأفكار سما دسما تترجم بالأفعال والسلوكات المفجعة للبشرية. وللأسف تصبح نموذجا للتقليد بطرق فيها تفنن بالإجرام.
كل شخص منا يجد الغذاء الروحي بديانته، والفخر والنموذج بنبيه، وهذا وضع طبيعي، فنحن كبشر نميل للاندماج بجماعات وهذا يعتبر مصدر أمان لنا، حيث أن الديانات والمعتقدات تجلب الأمل والدافعية بالعيش للمليارات حول العالم، لكن البعض يجعل هذه المسألة معقدة، ويزرع القيود لمنع الحرية الدينية، إن المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية نصت على أن لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين، وحق بإظهار دينه ومعتقده بالتعبير، وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ، أو على حده، ولكن للأسف هذا القانون يفتقر إلى الطبيعة الإلزامية ولا يتضمن آلية للإشراف على تنفيذه.
جميع الحكومات والشعوب دانت الهجوم المأساوي الذي وقع في مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش أثناء تأدية المصلين العزل لصلاة يوم الجمعة، ووصفت الهجوم بالجريمة الوحشية النكراء، لكن ماذا بعد الاستنكار والشجب، إن ما فعله هذا الشخص الذي لا يرتقي لمستوى الطبيعة البشرية، سيقلب الموازين العالمية، لأنه أعطى مؤشرا قويا للارتفاع الحاد لمستوى الإسلاموفوبيا في الغرب، وهذا بدوره سوف يعمل على التفنن بتكرار الأعمال الإرهابية من كلا الطرفين، لأن لكل فعل ردة فعل، لذلك على المجتمع الدولي والسياسات العالمية، بذل الكثير لتسوية الأوضاع التي كان سببا بها، وعلى وسائل الإعلام بالشرق والغرب الوقوف عن الإساءة للعقائد والأديان وتكريس مفهوم الحرية الدينية. وعلى تجار مواقع التواصل الإجتماعي مراجعة محتويات ما يبث عليها لأن بعضها أصبح الخطر الاستعماري الأكبر لعقول الشباب.