اللهم ارفع سعراتنا الحرارية
أ. د. حسين الخزاعي
16-03-2019 12:20 PM
الأرقام والإحصاءات المؤرشفة تشير إلى أن المواطن الأردني كان في عام 2002 يستهلك بالمتوسط يوميا (3209) سعرة حرارية وكان - يبرطع ويخمخم ويتلذذ وينتعش - في استهلاكها، انخفض هذا المتوسط إلى ( 2340) سعرة حرارية في عام 2006 استنادا إلى دراسة الفقر والتي أشارت إلى أن عدد الفقراء في الأردن بلغ (706) آلاف فقير، يعني بالمفتوح المواطن الأردني فقد (1000) سعرة حرارية في أربع سنوات، أما في عام 2008 واستنادا إلى مسح الفقر فإن عدد الفقراء ارتفع إلى (781403) ألف فقير، أي بزيادة (75) ألف فقير خلال سنتين، يعني بالمفتوح دخول 3500 فقير إلى خط الفقر شهريا، والحديث بالحديث يذكر فالأردن يستخدم منهجية السعرات الحرارية في قياس مؤشرات الفقر (الغذائي وغير الغذائي)، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد جيوب الفقر من (20) جيب في عام 2006 إلى (32) جيبا في عام 2008 ثم إلى (35) جيبا في عام 2017.
في عام 2010 كشفت بيانات مسح نفقات ودخل الأسرة أن عدد السكان في جيوب الفقر ارتفع إلى (826,700) ألف نسمة، أي بنسبة (14.4%) في الوقت الذي كانت فيه نسبة الفقر (13.3%) ومعدل البطالة في مناطق جيوب الفقراء كانت 29% مقابل 13% في المناطق الأخرى غير الفقيرة، وخاصة يوجد مناطق تزداد فيها نسبة الفقر عن (50%). وفي عام 2013 كشف المسح الميداني لدخل ونفقات الأسرة ارتفاع نسبة الفقر إلى (20%) أي بوجود مليون و200 ألف تحت الفقر، أي بارتفاع (5.5%) عن عام (2010)، وهذا مؤشر خطير كون ربع مليون أردني كانوا يتقاضون رواتب أقل من 200 دينار، أي - جيعانين وممسوحين وماكلين روح الخل -. بعد ذلك العام (2013) لم تعلن نتائج مسوحات أو دراسات تتعلق بالفقر ولكن كانت هناك إشارات عن الفقر كان أهمها أن الأسرة التي تنفق أقل من (6000) دينار تعتبر من الطبقة الفقيرة وهذا يعني أن (82%) من الأسرة تصنف من الطبقة الفقيرة كون دخلها أقل من 500 دينار استنادا إلى متوسط رواتب الأجور في القطاعين العام والخاص والذي لا يتجاوز ال (450) دينارا شهريا.
إذا كانت سعراتنا الحرارية انخفضت 1000 سعرة في عام 2006 عن استهلاك عام 2002 ، وإذا كانت معدلات الفقر والبطالة بارتفاع مستمر، وإذا كان المواطن يتبع في حياته إدارة (التعشيق)، فجسمه عندما يفقد 1000 سعرة حرارية يوميا يعني أنه سيعاني من الأمراض الخطيرة كفقر الدم بسبب نقص في الفيتامينات بسبب سوء ونقص التغذية.
وبعد ،،، نتائج مسح الفقر جاهزة وموجودة في أدراج المسؤولين العباقرة في رئاسة الوزراء، الحكومة تؤجل عملية الإعلان عنها، خوفا من النتائج الصادمة التي ستضع الحكومه في إرباك واضطراب وقلق في مواجهة أبناء الشعب الأردني المكبوت الذي يتذوق طعم المرارة من فشل الحكومات السابقة والحكومه الحالية التي نعتب على رئيسها الدكتور عمر الرزاز كونه كان رئيس الفريق الفني للاستراتيجية الوطنية للتشغيل والتي أعلنها في نيسان 2011 ، وبشرنا فيها الرزاز بأنها ستتصدى لمشكلة البطالة والعاطلين عن العمل وتنظم سوق العمل وتنعش الاقتصاد من خلال وضع حلول لمشكلة البطالة وإحلال العمالة المحلية مكان الوافدة، وسأكون في قمة الصراحة لأقول بأنها أفشل استراتيجية في الأردن ولم يتحقق من وعودها كلمة واحدة. ولا أدري كيف ستقنع الحكومه المجتمع بأنها كانت محقه عندما أقرت قانون الضريبة المشؤوم قبل إعلان نتائج مسح الفقر ودخل الأسرة، وعلى الحكومة أن تعرف جيدا بأننا متشوقين لإعلانها لنتائج مسح الفقر فسنرصدها ونحللها ولن نجامل في أي معلومة تصدرها الحكومة تتعلق بالفقر، فنحن من سنوات نحذر ونحذر من خطورة الفقر والبطالة حتى جاءكم العاطلين عن العمل إلى العاصمة ولن ينفع التخدير والوعود مع القادمين لأن البطالة يرافقها جوع والخطورة الأكبر عندما تقوم الحكومه شهريا برفد سوق العمل بمئات من الموظفين المتقاعدين المدنيين والعسكريين وهم في عمر العطاء والحاجة للمال بسبب تعدد المسؤوليات على رب الأسرة.
مسك الختام ،،، نحن متشوقون لنعرف كم هي سعراتنا الحرارية التي نستهلكها يوميا وكم انخفضت عن عام 2010، والتي بالتأكيد ستكون مرعبة. اللهم ارفع سعراتنا الحرارية. وللحديث بقية.
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي، بروفيسور، تخصص علم اجتماع