لم يكن صباح اليوم الجمعة بجديد علينا فكثيرة هي الجمع التي استيقظنا فيها على فاجعة او مجزرة ذهب ضحيتها الأبرياء هنا و هناك في فلسطين والعراق وسوريا وغيرها من المناطق الساخنة التي يرزح فيها المسلمون عامة والعرب خاصة تحت وطأة الظلم و جرائم الإبادة و القتل المسكوت عنها من قبل المجتمع الدولي مدخلي هذا للحديث عن مجزرة نيوزيلندا التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وألهبت مشاعر كل العرب والمسلمين.
أن ما قام به هذا المجرم الإرهابي ومن معه فعل إجرامي ضد الإنسانية بأسرها بالقتل بهذه الطريقة و بهذا الدم البارد لا يمكن أن يصدر عن أناس اسوياء و ان كان كذلك فإن كم الحقد والكره الذي يكتنزه المجرم بداخله لا يمكن أن يكون الا نتيجة أفكار غريبة و منطق قذر و فكر هدام تم اشباعه به عبر فترة زمنية ليست بالقليلة لن نتسرع باصدار الأحكام فالأمر لا يعدو كونه تحليل او قراءة او وجهة نظر.
لكنني هنا بصدد القاء الضوء على نقطتين جديرتين بالاهتمام اولاها مواقف الغرب الرسمية لا الشعبية فهذه المواقف تقع تحت سطوة الصهيونية العالمية لا بل انها تسعى بكل الطرق لارضاء واسترضاء الصهيونية بشتى الطرق حتى لو كان ذلك على حساب المسلمين والعرب وحقوقهم التاريخية.
النقطة الثانية تتعلق بالجانب الشعبي لمجتمعات أوروبا الغربية واميركا المتعاطفين مع هذا المجرم او اي جريمة ارهابية مشابهة ضد العرب والمسلمين، ان أبناء المجتمعات الغربية في المجمل مغيبون عن حقيقة العرب والمسلمين بفعل ماكينة الإعلام الصهيونية القوية التي صورت لهم ان الإسلام يعني الإرهاب بكل تفاصيله و هو الترجمة الحرفية للقتل و الدم.
و هنا لابد و أن تضيء على مواقف كثير من العلماء والمفكرين والكتاب والمشاهير والفنانين في المجتمعات الغربية ممن خبروا حقيقة العرب والإسلام وقضيتهم الأولى قضية فلسطين وسجلوا مواقف مشرفة لهم ولتاريخهم ولم يخضعوا لإرهاب الصهاينة وابتزازهم وتهديداتهم والتي لا يصلنا منها سوى النزر اليسير بفعل سيطرة اليهود الصهاينة على وسائل الإعلام بشتى أنواعها المرئي والمسموع والمطبوع والالكتروني هذا من جهة و من جهة أخرى خشية بعض وسائل الإعلام الغربية المستقلة من الخوض في اي أمر قد يدخلها في صراع مع الصهيونية لن تقوى على مواجهته او مجابهته او الصمود أمامه.
ان حربنا الحقيقية مع الصهيونية وليست مع المجتمعات الغربية التي جل مواطنيها لا يأبهون للسياسة وعوالمها القذرة لا بل انهم في الاغلب يجهلون تاريخ بلدانهم وهو سبب ادعى لتفهم جهلهم بحقيقة الإسلام وتاريخه والعرب و قضاياهم العادلة.... لقد تم تشويه الإسلام بطريقة خبيثة في أذهان غير المسلمين على امتداد أنحاء العلم ذلك ان استمرار الصهاينة برسم الصورة غير النقية للاسلام عبر عقود صنعت صورة نمطية للمسلم في العقل الغربي ملوثة باللون الاحمر القاني حيث الدم والقتل عداك عن مساهمتنا نحن بتأكيد هذه الصورة مرة بعبثنا و مجوننا في حانات لندن وباريس ونواديها الليلية وهو امر لا يمكن لاي منا ان ينكره او من خلال خروج اشخاص من بيننا متزمتين متشددين قدموا للصهيونية وجبة دسمة عن العرب و الاسلام بانهم امة لا تقبل الآخر و تضيق ذرعا بكل ما هو غير مسلم رغم ان هؤلاء المتشددين حالات شاذة اصلا لا يقاس عليها ولا يتجاوزون في أعدادهم 1% من إعداد مسلمي العالم .
خلاصة الحديث حتى نقدم الإسلام و نقدم أنفسنا كعرب للغرب المجتمع والغرب الفرد يجب علينا أن نوصل رسالتنا الحقيقية و هي رسالة السلام التي جاء بها محمد رحمة للعالمين وقبل هذا يجب علينا أن نصلح أنفسنا كأفراد وان نعكس صورة الإسلام في سلوكنا اليومي و في الختام أسأل الله أن يتقبل ضحايا هذه المجزرة شهداء عنده في عليين وان يشافي المصابين منهم ويردهم إلى أهلهم سالمين ولا حول ولا قوة الا بالله...