خالد مشعل يسجل موقفاجهاد المومني
01-09-2009 06:36 AM
الشيء المؤكد ان زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس للأردن لم تأت لاسباب سياسية ،لكن الأكيد ان مواقف خالد مشعل السياسية جعلت الزيارة ممكنة وإن كان الهدف تشييع والده ،فالرجل الذي يتولى مهمة التوجيه السياسي لأهم تنظيم فلسطيني في الوقت الحاضر لم يرتكب شخصيا خطأ سياسيا واحدا بحق الاردن منذ مغادرته الاراضي الاردنية طوعا قبل زهاء عقد من الزمن ،ولم تسجل عليه اية تصريحات تمس الاردن على عكس كثيرين من قادة الحركة الاسلامية في الاردن والذين تمتعوا دائما بهوامش تقليدية واسعة من الحريات التنظيمية والدينية والسياسية ولدت مع ترخيص الحركة الاسلامية كجمعية قبل أكثر من ستين سنة ،ويسجل لخالد مشعل انه مارس العقلانية والحكمة في تقييم الامور عندما تعلق الأمر بالاردن البلد الذي يحمل جنسيته ويحتفظ في ذاكرته بارشيف من العمل السياسي الحر من اجل فلسطين على ارضه ، ولعل خالد مشعل سيتذكر دائما مقدار التضحيات الاردنية على هذا الصعيد وحجم الحرج الذي تحمله الاردن قيادة وشعبا خلال سنوات الحرية التي تمتعت بها حركة حماس بالرغم من اتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية وبالرغم من الالتزامات الدولية الثقيلة وصعوبة الجمع ما بين حماس وعلاقات عادية مع دول العالم المؤثر ، اما ما جرى من محاولات البعض استغلال المناسبة التي حضر مشعل من اجلها للتشكيك بدور الاردن وجعل الموت حدثا سياسيا ومنبرا للخطابة ثم موقف خالد مشعل وتأكيده الحرص على مصالح هذا البلد لتشير بوضوح الى ان الرجل ملتزم بوعوده لنفسه ولتنظيمه وللقضية الفلسطينية اولا وقبل كل شيء برد الفضائل بمثلها للبلد الذي لم يتوان لحظة عن خدمة الشعب الفلسطيني وقضيته سواء تعلق الامر بالجانب السياسي على مختلف الجبهات ام الانساني بابعادة المحلية والفلسطينية ،ويدرك مشعل ومعه قيادات حماس في الداخل والخارج ان الاردن الآن يقف شامخا في عين عاصفة المزايدات السياسية التي تنهال على المنطقة من كل حدب وصوب ،وبدون هذا الصمود المكلف في التصدي للمؤامرات على اختلافها فان القضية الفلسطينية برمتها ستكون عرضة للتصفية ،من هنا وفي هذه النقطة بالذات تلتقي الافكار الاردنية المعززة بروح التصميم على مجابهة المخططات التسووية الناقصة على حسابه او على حساب غيره مع رجاحة عقل كل فلسطيني حر مخلص لقضيته حريص على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الارض الفلسطينية المحتلة وليس على اي ارض اخرى ،وهنا ايضا تلتقي استراتيجيات العمل مع جميع الاطراف- ومنها حماس - التي تؤمن بأن الاردن القوي القادر على مواجهة مشاريع الطغم المتطرفة في اسرائيل واللوبيات الخارجية المتواطئة معها هي الضمانة للابقاء على حيوية القضية الفلسطينية حتى لا تفقد جوهرها الذي هو حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني فوق ترابه الوطني .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة