تخيل الحياة عالم خالي من الفيس بوك عالم خالي من الواتس اب ومن مواقع التواصل الاجتماعي .
ستجد عالم اكثر تقاربا وأكثر لحمة، وستعود إلينا أشياء كثيرة قد سلبت منا وجميلة فقدناها .
رح ترجع تسمع والدك يسولف عن ذكرياته والماضي وتكون كلك شغف تسمعه ويكمل قصته وتغوص معه وتعيش الأجواء، سيكون فرحا لمهارة استماعك ستكون لغة جسدك توحي بالتركيز التام لن يحدثك وأنت في عالم اخر تعلق على بوست سياسي او رياضي وأخذ منك تركيزك وتعطيه إشارة مجاملة (كمل معكايوه سامعك) .
تلاقي والدتك او حجتك متشوقة تسولف معك لانها ملت من متابعة التلفزيون والمسلسلات، وكيفية تحويط البيت من الشر والحسد وبيمينها مسبحتها تُتمتم بذكر الله وتسرق نظراتها وتطلع عليك وأنت منهمك في جوالك في وتزج بوستات عن رضى الوالدين واهمية رعايتهم واحتراماهم مثلا .
تقعد مع ذاتك وتخاطب نفسك ستنجب مونولوج داخلي يقول لك ماذا تريد وين انت،ولماذا وكيف ،ستعيد النظر في أمور نسيتها، مش تغفى على بوست وتفتح عينك على كومنت ،رح تعيد حسابات يومك اكثر وتتامل الدنيا وأشياء بسيطة وحلوة راحت منك وأنت على غفلة .
رح نرجع نقعد معك بروحك مش بس جسدك وكلك اذان صاغية مش نسولف مع حالنا وانت (تشيك )على الموبايل وتقول (خلك معي شوي ).
رح نرجع نتابع مسلسل السهرة وإذا حلقة فاتتك رح تزعل وتسئل شو صار اليوم بالمسلسل ،وتطلع مع صاحبك وتحكي عنه وشو رح يصير ورح تحكيله بدنا نروح بدري اليوم الحلقة الأخيرة .
ترجع تسهر مع أصحابك (تعليلة ) وتتذكر طفولتك معهم او تتذكر أيام الجامعة مثلا وتذكرهم بماضيهم وسواليف تجيب سواليف كله على البساطة وعلى المحبة.
كثير في اشياء حلوة ومسلية وفيها روح اكثر من الفيس والواتس اب وغيره كفيلة انها تقرب بين القلوب اكثر من تقريب المسافة.
اصبح العالم قرية صغيرة صعّب على الإنسان التواصل مع الآخر وفرض علينا ثقافة وبيئة جديدة نتواجد فيه إلكترونياً ونفتقد الكثير فيها حسيا، متناسية ان الإنسان مدني الطبع لا يستطيع العيش بمعزل عن جنسه في بيئة اجتماعية تحوي ما تحويه.
توقف الفيس بوك عن العمل بالأمس وتحرر رواده لساعات فضاقت الدنيا عليهم رافضين العيش بحياة طبيعية، وقد يكون هروبا من هموم الحياة وصعوبتها الا ان ذلك ليس مخرجا وحجة وافية ،فهناك حياة له طعم بسيط مختلف وهناك الأهل والصحب والاحبة.
اغلق عالمك الافتراضي لساعات وادخل الى عالم يجمعنا.