إستمتعت هذا الأسبوع بفيلم يحكي قصة حقيقية، الفيلم قديم لكني أنصح الإنسان بمشاهدته هو يحكي قصة وفاء الكلاب ؟
إسم الفيلم هاتشي: حكاية كلب من إنتاج عام 2009 وهي قصة يابانية جرت أحداثها سنة 1925 وملخصها يقول إن
هاتشيكو كلب أُحضر إلى طوكيو من قبل سيده وأثناء حياته كان هاتشيكو يذهب لمقابلته عند عودته من العمل أمام باب محطة القطار بشكل متكرر حتى عام 1925 عندما لم يعد البروفسور إلى المحطة في أحد الأيام بسبب نزيف دماغي تعرض له في الجامعة أدى إلى وفاته، إلا أن هاتشيكو لم يقلع عن عادته في انتظار سيده أمام باب المحطة يوماً بعد يوم في انتظار عودته، واستمر على هذا الحال عشر سنوات متتالية حتى لفت انتباه الكثير من المارة في المحطة وانتشرت قصته.
مات الكلب هاتشيكو عام 1935 وجثته محنطة ومحفوظة في المتحف الوطني للعلوم في أوينو، طوكيو.
نصب تمثال من البرونز شبيه بشكل هاتشيكو في الساحة أمام محطة القطار وفي عام 1948 تم إعادة صنع تمثال هاتشيكو ونصبه في مكانه الذي لا يزال موجوداً حتى اليوم ,
القصة لا تحكي وفاء الكلاب التي تفوقت على وفاء الإنسان في كثير من الروايات، إنما هي عبرة للإنسان تشكك في كثير من البحوث العلمية بأن الحيوانات مجرد دواب تأكل وتشرب وتتكاثر وتموت، بل إنها تحوز على مشاعر وذاكرة وعواطف وأحلام وهي لم تخلق عبثا «إنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً» .. «فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيه»
عزيزي الإنسان .. عندما تفكر في الخيانة تذكر وفاء الكلاب .
• مع الواقف .
هل صحيح أن الناس مع الواقف ؟.. ينفضون من حوله إن سقط أو إن أسقط وسرعان ما يتذللون للواقف الجديد .
أعتقد أن مثل هذه النظرية ليست دقيقة بالمعنى الحرفي، فكثير من القصص والحكايات في ذاكرتنا تقول بما هو عكس ذلك، الدنيا لم تتغير لكنهم الناس هم الذين يتبدلون مع أن سنة الله في خلقه لا تتبدل أبدا «سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا» .
صحيح أن التزلف بات سمة غالبية الناس وصحيح أن التملق صار عادة وأن مسح الجوخ كما يقال في العامية أصبح مستحبا، لكن ذاكرتنا الأردنية والعربية وحتى العالمية تحمل كثيراً من قصص الوفاء خصوصا لمن تركوا في هذه الحياة بصمات لا تمحى أبدا , والناس لا تمل من ذكر أصحاب المواقف الرجولية , وصفة الرجولية تجوز للذكور كما للإناث , حتى ممن غابوا عن المشهد أو غيبوا , كم نتوق الى مثل هذه الشخوص نستحضرها ونريد لها أن تتكرر في حياتنا حتى نكون مثل الذين نسوا تاريخهم فنسوا أنفسهم .
الرأي