هل حماس تنظيم اردني .. ؟!
رجا طلب
31-08-2009 05:33 PM
تصدرت حركة الاخوان المسلمين خلال الاسبوعين الماضيين المشهد السياسي والاعلامي في الاردن، وكانت هناك ثلاثة عناوين اساسية تتعلق بها، الاول الخلافات التنظيمية الحادة ما بين الصقور والحمائم فيما يخص عملية الفصل بين التنظيم الاردني والتنظيم الفلسطيني حماس وكان موضوع المكاتب الادارية في الخليج هو نقطة الاحتكاك الساخنة في هذا الموضوع، اما العنوان الثاني فقد كان التقرير السياسي غير المسبوق المقدم الى مجلس الشورى والذي شكل بلغته ومواقفه ورؤيته مشروع انقلاب حقيقي على العلاقة التاريخية بين الدولة الاردنية وحركة الاخوان المسلمين، اما العنوان الثالث فقد كان موضوع التمويل الحمساوي المالي لصقور تنظيم اخوان الاردن والمعلومات الخطيرة التى نشرها موقع خبرني حول هذا التمويل.
العناوين الثلاثة هي في واقع الحال قضايا متفرعة من القضية الام الا وهي مسالة الفصل بين التنظيم الاردني عن التنظيم الفلسطيني، فالصقور داخل الاخوان يصرون على ابقاء الارتباط التنظيمي الامر الذي يدخل التنظيم في حالة من الالتباس في الهوية السياسية وفي الاجندة وفي الاولويات، هل هي هوية سياسية اردنية ام حمساوية؟ وهل اجندة الاخوان اردنية ام حمساوية؟ وكذلك الاولويات وبرنامج العمل ؟؟ ومن ناحية عملية فان عدم حسم مسالة المكاتب الادارية في الخليج والتى يشكل اعضاؤها امتدادا عمليا للتنظيم الفلسطيني (الاغلبية من الاعضاء لا يحملون الجنسية الاردنية وتقرر ان يكونوا اعضاءا في مجلس شورى حماس) وذلك عملا بقرار شورى حماس المركزي الذي اختتم اعماله في دمشق نهاية تموز الماضي، يعني ان الازمة داخل اخوان الاردن ستبقى مستمرة وان التشابك التنظيمي سيبقى مستمرا لصالح تبعية التنظيم الاردني لصالح التنظيم الفلسطيني .
ان هذه التبعية مكلفة سياسيا للدولة الاردنية لانها تقود التنظيم الاكبر على الساحة الاردنية نحو توجهات اقل ما يقال فيها انها لا تخدم المصالح العليا للوطن ولا الدولة ولا النظام السياسي، واذا اردنا فقط تلمس ذلك بابسط الصور فعلينا مراجعة التقرير السياسي الذي احدث الضجة الكبرى في الاردن خلال الاسبوعين الماضيين والتوقف عنده، فلغة التقرير سواء اقر او لم يقر من المجلس تعكس تماما التوجهات السياسية الحمساوية وتعبر تماما عن رؤية حماس للدولة الاردنية ولدورها على صعيد عملية السلام، فهذه اللغة التى اجمع كل من قرأ التقرير على انها تمثل انقلابا في توجهات الاخوان المسلمين وعلاقتهم بالدولة التى وفرت لهم الحاضنة الادفأ بين دول المنطقة قاطبة، هي من الناحية العملية تعكس الجو الحمساوي المسيطر داخل التنظيم، واذا كانت البداية هي هذه اللغة وهذه المواقف المتشنجة والمتطرفة فان القادم يخبئ لنا ما هو اخطر، ليس على مستوى حرف جماعة الاخوان عن مسارهم الوطني الاردني واولوياته فحسب بل الاخطر هو الذهاب بالتنظيم نحو حماس اردنية يصبح فيها الاردن ساحة خلفية للاسناد في عملية تخترق فيها كل المحرمات السياسية والامنية، فالتقرير السياسي المثير للجدل والذي يجرى التبرؤ منه الان من قبل البعض داخل حركة الاخوان ما هو الا عنوان بسيط لعملية التحول الخطيرة المتوقعة !! .
ان هذه الوقائع ايضا تدحض تلك النظرية والتى تقول ان حماس تمثل مشروعا مضادا للوطن البديل ، فرفض صقور الاخوان الحمساويين لقرار فك الارتباط بحجة البعد القانوني وعدم دستوريته رغم ان الوقائع تجاوزت عمليا النص الدستوري ، ورفض الصقور وحماس لحل الدولتين والقبول الفاتر بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني واصرار الطرفين على الارتباط تنظيميا وسياسيا وماليا كلها امور تفتح الباب على مصراعيه امام ان تكون حماس وصقور الاخوان احدى الادوات الفاعلة في تطبيق ما يسمى بالوطن البديل وهذا خطر اخر من اخطار ربط صقور الاخوان تنظيمهم باجندة حماس وتنظيمها .
ان حركة الاخوان المسلمين مطالبة وقبل الجميع في الاردن ونظرا لكل ما سبق في تطبيق القول بان الاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطينيين وذلك من خلال الاخذ بالمبدأ الذي ينادي به حمائم الاخوان وهو ان (المواطنة اساس المشاركة) في موضوع عضوية مجلس الشورى والمكاتب الادارية، فهل ينجح الحمائم في تحصين تنظيم الاخوان من التغول الحمساوي ... لننتظر ونرى ؟!
rajatalab@hotmail.com
الراي.