ديوان "بعد طول انتظار" .. اضاءة نقدية
علي القيسي
13-03-2019 03:38 PM
هذا العنوان دالُ على حالة ما ،، ربما يتضمنها الكتاب اضافة الى انه يخص إحدى قصائد الديوان الشعري ، وهي القصيدة الموجودة في الصفحة 17 من الديوان ،،بعد طول انتظار وكأنها تقول لنا عفاف غنيم انها انتظرت طويلا جدا،، وهاهي تحتفي بنهاية الانتظار !!؟؟
لذا العنوان جاء جار ومجرور ،، وهو خبر لمبتداء ، وعليه فإن الشاعرة ازاحت عن كاهلها همُ ثقيل ، وعبئ تحديد واختيار العنوان وما يتضمنه من دلائل ومعاني الشاعرة اعلم بها منا نحن القراء ،،
أسوق هذا المقدمة المتواضعة،، لأدخل في صلب الموضوع وأنا أقدر على التشخيص والتمحيص والتحليل الكافي والوافي لهذا الديوان الجميل ،،الذي اتحفتنا به الزميلة عفاف غنيم ،،
ولعل المتلقي والقارئ لهذا الديوان يجد الاقبال على قراءة الكتاب والتشوق لقراءته منذ الصفحة الأولى حتى نهايته وهو مغمور بالدهشة والاعجاب ، لتلك القصائد النثرية القريبة جدا من قصيدة التفعيلة الحرة ،، ثمة سُمك شفيف بين هذه القصائد النثرية والموزونة ،، حيث الموسيقا والصور الشعرية بارزة في هذا الديوان،،وايضا اللغة السلسة البسيطة غير المقعرة ،،لغة جميلة مناسبة لتلك الرومانسية العالية ، والدفق العاطفي الصادق، والآهات المكبوتة المغلفة في جمال تلك اللغة،،
في هذا الديوان المجاز يتألق بوضوح في قولها :
تساقط ثلجُ شعري
وأنا انتظرُ لحظة عودتي
إليك يانبضَ روحي ومسقط رأسي
تعبير عميق مجازي يدلل على مدى صبر الشاعرة هي والملايين من الشعب الفلسطيني على الاحتلال واغتصاب وطن عزيز وغالي وفلذة الكبد من قبل الصهاينة الذين احتلوا فلسطين منذ مايزيد على سبعين عاما،
قصائد وطنية تزين هذا الديوان بعد طول انتظار ،، كيف لا وهي ابنة القدس وفلسطين،،!؟ مسقط الرأس والطفولة والصبا والشباب،،؟! وفي البعد الذاتي العاطفي تقول غفاف غنيم :
كلما ابتعدتَ عنيّ
اقتربت مني أكثر
تعال إليّ
تدلل هذه المفردات الشعرية من قصيدة : أنت منّي واليّ على الشعور والاحساس العميق لدى الشاعرة، في مسألة الحب والعواطف،، فهي واثقة في حبيبها وثوق لايتسلل اليه الشك ،، وهو واثق من حبها له ،، حتى ربطت البعد والقرب كأنه حالة واحدة ،،!؟
الى أن قالت: تعال اليّ .
وفي قصيدة: سمعت عجباً
تقول:
قيل لي أنت شاعرة
حتى الثمالة
قلت: أنا مازلت خيطا
في طرف العمامة
أنسج الأحلام
في وشاح عمري
علَّ حلمنا يتحقق
في النهاية
هذه الأبيات الشعرية ، تعكس حالة من التواضع للشاعرة والثقة المطلقة في موهبتها وابداعها ،،، فهي لاتدعي انها شاعرة متميزة او عملاقة هي شاعرة وكفى،،وهي تنسج الاحلام في اشعارها ، وترد عليهم : بتواضع وثقة قولها : أنا مازلت خيطا في طرف العمامة ،، انسج الاحلام ،،في وشاح عمري،