هل الحل في الرحيل وما معيار قوة الرئيس .. ؟
أ.د. اسماعيل الزيود
13-03-2019 01:24 PM
لا يعنينا رئيسا عريض المنكبين ولا طويلاً جهما ولا يضيرنا قصير القامة أو المربوع ولا يضيف لنا أبيض البشرة أشقر الشعر، ولا يخيفنا ذلك الفض غليظ القلب ..نحن الشعب نريد فكرهم عقلهم لا نريد أن نصارع بهم نريد العمل والإنجاز نتوق للتغيير نتطلع إلى من ينشلنا مما نحن فيه ... ينقذ شبابنا من ما يتعرضون له، شيوخنا وكهولنا مما ينتظر نهايتهم، وأطفالا ومستقبلهم والمرأة وواقعها التي هي نصف المجتمع الأم والأخت والزوجة ...
هل المشكلة في الرزاز ..أم أن الرزاز يبذل جل جهده ولكن هذا ما هو متوفر في (القِدر) وهذا ما وجدته المغراف..
عندما نتحدث عن رئيس وزراء قوي ورئيس ضعيف لإدارة أمور البلاد فما هي المعايير التي نستند عليها في التفريق خصوصاً أن البعض تحدث عن رؤوساء سابقين أعتبرهم الشارع أقوياء، ولكن ماذا أضافت لنا قوتهم غير ترحيل الأزمات وتخدير الشارع والبحث بنجاعة عن الشعبوية والنجاح بذلك.
على من يرى أن الرئيس الحالي غير قادر على إدارة أمور المرحلة ويرى أن الحل يكمن برحيله أن يتذكر كلامي جيداً أن العلة ليس بشخص الرئيس الرزاز وأن الرئيس يعمل بالموارد المتاحة بين يديه الموارد المتبقية مما كان، وأن نتذكر جميعاً أن عنق الزجاجة قصة حكومات متعاقبة قد رحلت وعزفت على هذه الوتيرة سنوات وسنوات ورحلت وهي تخدرنا بالمورفين .....
أن قرر البعض وأخذ قراره سلفاً بأن العلة في الرئيس وقدرته وقوته أن يتذوق كلامي ويتذكره ويبحث عن ذلك الخليفة المتفرد بخصائص وصفات وصفي التل الخليفة الذي يأتي بحلول لا وعود الخلفية الذي يخرج البلاد والعباد فوراً من أزمتها الاقتصادية.... أما أن ننادي بالتغيير لمجرد أن هناك كولسات جميعنا يعلم علم اليقين ...شغل الصالونات السياسية الليلية التي تبحث في معظمها عن المصالح الشخصية والفردية وتنسى ووتتنساسى الهم الوطني والظروف العامة للمواطن.
صدقوني أن رأيتم أن الحل في رحيل الرزاز فإن المشكلة الكبيرة التي لم تدركونها بعد هي بمن سيخلف الرزاز بمعنى أن العلة ليست في هذا الرجل ولا بمن سيأتي بعده العلة ... أن الجود من الموجود ويبدو أن هذا ما هو موجود وأن أي عملية تنمية لا يمكن أن تنطلق طالما الإمكانيات المتاحة محدود ومحدودة جدا كما هو واضح وملموس لنا جميعاً في الوقت الراهن.
أعطوا الرزاز الفرصة : يقال في التنمية لا يمكن لك أن تحكم على التغيير والأثر دونما إعطاء فرصة زمنية لتقييم الأثر ... وكذلك الحال في السياسة و الإصلاح ... طالما أن الرجل قد بدأ وبدأ يقرأ الواقع جيدا لماذا ... نبقى حقل تجارب ونأتي بجديد يجرب ويجرب ونرهق البلاد بالتقاعدات والمخصصات والبدلات وغيرها ....امنحوا الرئيس الرزاز الفرصة فهو يعمل ويريد التغيير وفي الوقت نفسه فهو محاط بمن ليس قلبهم على الوطن ولا حتى عليه لكي يعمل وينجز فهناك من يمتهن دق الأسافين وصناعة الأزمات والعراقيل.