امام حديث التغيير اوالتعديل الحكومي ، تبدو الحاجة الى وبعد تجارب السنوات الاخيرة ان دولة بعمق المملكة الاردنية الهاشمية ودورها تحتاج اليوم الى رئيس سياسي ، وفريق اقتصادي ، يستطيع ان يتماشى وخطى جلالة الملك ، ورغبات الشارع الاردني ، لا ان يكون اداة تنفيذية فقط ، دون محاولة ايجاد الحلول الابداعية وتنويع الخيارات السياسية والاقتصادية .
الاصل ان الحكومة جسد واحد ،متناسق التركيب ، متعدد الوظائف،متكامل الادوار، لكن العقل هو محور أجهزة هذا الجسد ، ولا يمكن قبول تعطله او الاخفاق في وظائفه ، ومن هنا وجب ان نحافظ على مراكز القوة في هذا الجسد ، والقيام بتغذيته الدائمة من خلال الافكار والاشارات التي تصل من كافة انحاء الجسم وجميع اجهزة الجسد ، ليعطي القرار امام الاختلالات في الوظائف .
وبعد فإن رئيس الحكومة يجب ان يكون بمثابة العقل للجسد البشري , سياسي يرى المشهد بالكل ، ويراقب الاداء ويوزع الادوار ، ويتلقى التغذية الراجعة لتعديل او تصحيح اي مسار على الملفات كافة :- الداخلية منها والخارجية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، المادية والمعنوية .
وكما انه ليس مطلوب من الاذن ان ترى او تشم ، ليس مطلوب من الرئيس ان ان يمارس اعمال مدير دائرة مخفق هنا او هناك ، ليس مطلوب منه تبرير الخلل بالقدر الذي مطلوب منه تعديله وتصحيحه ، والمعادلة هنا ليست بالصعبة ولا المستحيلة ، فالمطلوب دائما الادارة التكنوقراط التي تمارس عملها من باب المعرفة العلمية والخبرة العملية ، ولعل كثيرين مما درسنا في الجامعات ما زال مركون في اذهان حافظية مادة اكاديمية ، لا تترجمها الحياة العملية ، وهذا ما يصطدم به كثيرون عندما يعيشون الواقع التطبيقي .
الواقع الاردني اليوم يطلب التفكير العميق بالمصلحة العامة ، التفكير بحجم الالم الذي يلم بالناس من الفقر والبطالة ، وبحجم الامل الذي يسعى جلالة الملك من زراعته فينا تجاه التهديدات المحدقة بنا من الخارج ، لدينا عقولا تمتلك قلوبا تستطيع ان تصل بنا الى بر الامان ، ان نحن احسنى التدبير والتفكير .
*mamoonmassad@hotmail.com