أعترف أني من الذين أوجعهم حجم التهكم والسخرية من النائب فضية الديات أثناء زيارة رئيس الوزراء للغور ، وهي التي تمثّل شريحة كبيرة من الناس هناك ، وهي أيضا كانت جريئة أن تتقدّم الصفوف وتتحمّل مسؤولية الدفاع عن حقوق المهمشين وابناء الأطراف المنسيين من الحكومات .
لا ذنب لفضيّة إلّا أنها بسيطة تشبهنا ، بلا تكلّف وبلا كذب ، تظهر في المزارع ، وتشتري من مطاعم الشاورما ، ولو أنها تلبس فوق الركبة بشبر أو أنها تلاحق موضات التنانير والآي لاينر والبوتكس والعطر ، وتغنج باللكنة العمّانية لوجدنا الآف المعجبين والمشيدين بها ، ولوجدنا الكاميرات تلاحقها في ورشات منظمات المدافعة عن حقوق النساء والجندر .
سأعترف لك يا فضيّة يا وجه الفقر في بلادي ، أننا شعب نمارس الدونية والطبقية بإسم الضحك والنغاشة ، لا يعلمون أن الأغوار غارقة في الفقر والبطالة والمخدرات ، العطشى وهي على أطراف الماء ، المحتلة من العمالة الوافدة وأهلها يناضلون للبقاء على قيد الحياة ، ولا يجدون إلا الجيش وظيفة لأبنائهم .
فيا فضيّة دافعي أبناء جلدتك ، وكوني كما أنتِ ، فنحن نفتخر بكِ وبكل بنات الغور ، ونفخر أن المرأة الغورانية تنتج لنا الملوخية والبندورة وتلقط الخبيزة لتنتج وطنا ما زال يمارس العمل اليدوي ترفا وشعارات .
ما عليك يا فضيّة أنتِ تمثلينني وتمثّلي كل المحبين في وطني .