انتخابات نقابة المعلمين .. بين المناكفة والمنافسة
فيصل تايه
12-03-2019 07:56 PM
دائماً وللأسف فان التفاصيل الصغيرة الموحشة تغتال الأماني الكبيرة من خلال هتك عُرى البُنى الزمانية والمكانية لينتج عن ذلك فراغ هائل تُرمّم المآسي امتداداته وطرقاته المتشعّبة .
أمانينا وطموحاتنا كبيرة تحتاج إلى أفعالٍ هادئةٍ وانسيابية بعكس التفاصيل الموحشة الراكضة وراء التتابع الصارخ الذي ينزلق بالأمنية إلى حدث.. والحدث إلى نتيجة.. والنتيجة إلى مآلاتٍ كثيرة قد لا تُحمد عقباها.
تذكروا أن النظرة الموفّقة إلى المستقبل تُغنِي عن الإنتظار المقلق.. وعسى أن يكون الرضى في الهمِّ لا الوهم.. والعزف لا العزوف.. والثبات لا الوثب.. والسكينة لا السُكنى في رياح الفجيعة .
يجب ان نعي اننا وكلما أدركنا اتسعت الحيلة.. وكلما اصطفينا ربحنا .. وكلما أنخنا أحطنا.. وكلما وعَينَا استوفينا.. وكلما لُذنَا أمِنَّا.. وكلما صفونَا نِلنَا.. وتلك عاقبة العقول المستنيرة .
لكن المصيبة أكبر حين يكون من بيننا من يؤسّسون في كل مرحلة لعمليات التدجين والشللية ، ويؤطّرون مطالبنا ومسارها لتتناسب مع اتجاه سياستها المرسومة ، ليصبح حالنا تابع ، وبوق للترويج ، لكننا نرى أن المرحلة القادمة بكل تفاصيلها هي مرحلة هامة حقيقية لمشروع ينهض بنا ، يضم جميع الأطياف والاتجاهات مبتعدين به عن كل المهاترات ..فتطوقنا التحديات من كل صوب .. وتجزنا التنافرات الباهتة التي إن أمعنّا التفكير في منابتها ومآلاتها سنجد أننا أشبه ما نكون بأحمقٍ يغرس سيفه في موج البحر لينتقم من مدد الحياة . كم هي مؤرّقة هذه التجاذبات الجوفاء .. وتلك التضادات الموحشة التي لا تكلّ ولا تملّ بحثاً عن فرقة جديدة تتناثر .. وعن قلوبٍ تتوقّد حقداً أهوج وانفعالات رخيصة لا تمتّ بصلةٍ للإنسانية الحقّة .
المشكله ؟ اننا لا نتقبل الآخر لاننا نركب عقولنا الهزيلة التي تودي بنا حيث لا نرجو .. وحيث نعضّ أصابع الندم بعد أن نبني أوهامنا على رمال الخطيئة مدّعين أننا نعمل لصالح المعلمين !.
المصيبه أننا نغرق في العاطفة السلبيّة التي تجرّنا باتجاه مربّع التشتت والحقائق المفزعة . ثم نقول اننا نمضي باتجاه المستقبل .. بينما نحن نسعى للخلف بكلّ ما أُوتينا من قوّةٍ رديئة .. وبما حشدنا من إمكاناتٍ هائلة إن لم نع دورها ستمضي بنا لقيعان الرخو من الحظوظ البائسة .
لنعلم جميعا ً أن ما ينقضنا بالفعل الثقافة والفكر النيّر لنكون الرؤية واضحة حين نسعى إلى معالجة الأزمات بالحكمة و نشر الوعي السليم بين جميع مكوناتنا الاكاديمية منها والمهنية وبدون ذلك لن يكون تغييراً فعالاً .. يجب أن تبرز النخب الحقيقية ونغلق الباب أمام النخب البالية والتابعة الراقصة على أزماتنا والتي هي بالفعل من ازمات الوطن .
ودمتم سالمين