عمون - إلياس العواد - حذرت دائرة الأرصاد الجوية من تأثر المملكة بمنخفض جوي، وصار الترقب والحذر السمة العامة لدى المواطنيين بالتزامن مع اقتراب أي جبهة هوائية، خوفاً من تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة ومناطق تجمع المياه وخطر تدني مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار في شرق المملكة وخطر الانزلاق على الطرقات، بسبب الفيضانات المتكررة، التي أدت إلى خسائر بشرية ومادية.

وشكلت المنخفضات الجوية العام الحالي، حالة لدى المواطنيين، لمتابعة أخبار الطقس ثم حالة استرشادية بشأن الحالة الجوية طيلة الشتاء الفائت، رغم القسوة "أمطار الخير" التي أدت إلى استشهاد عدد من المواطنيين منهم أطفال ومسعفين ومنقذين.

وأدت سيول اجتاحت البحر الميت، في 25 تشرين الأول العام 2018، إلى مصرع 22 شخصا وإصابة 35 آخرين، معظمهم من تلاميذ المدارس، كانوا في رحلة مدرسية لمنطقة، وادي زرقاء – ماعين، بعد انهيار جسر جراء السيول الكبيرة المتدفقة من الوادي بعد تعرض البلاد لمنخفض جوي أدى لأمطار غزيرة وفيضانات في الأودية.

بعد أقل من أسبوعين على فاجعة البحر الميت، حلت كارثة ثانية، كارثة مأدبا والقطرانة، حيث السيول وأودت إلى وفاة تسعة أشخاص، كما قطعت السيول الطريق الصحراوي الرابط بين عمّان ومحافظات الكرك ومعان الطفيلة والعقبة.

وجرفت السيول سيارة في مأدبا بها عائلة من خمسة أشخاص وتم انتشال فتاتين، إحداهما توفيت، وإصابة الأخرى سيئة، إضافة إلى مفقودين ثم أعلن عن وفاتهم بعد الانتهاء من عمليات الإنقاذ التي نفذت في سد الوالة.

كما أحدثت أمطاراً غزيرة سيول وفيضانات، اجتحاحت وسط عمان، وأدت إلى وفاة وغرق الشوارع الرئيسية في "عمان القديمة" وإلحاق أضرار كبيرة بعدد كبير من المركبات وخسائر مالية كبيرة لحقت بالتجار وصلت نحو 6 مليون دينار.

وفي كل مرة، يتناقل المواطنون، عبر المنصات الإلكترونية المختلفة فيديوهات لمشاهد غرق العاصمة ثم الرصيفة والزرقاء وغرق الشوارع والمركبات وأستغاثة التجار، وأعلنت حالة الطوارئ القصوى، وأغلقت المدارس أبوابها والعديد من المعالم السياحية والقطاعات العامة والمدارس.

وبالتزامن مع إعلان الحالة الجوية من قبل الأرصاد تقوم المديرية العامة للدفاع المدني والأمن العام، بتحذير المواطنيين وإصدار النشرات بتوخي الحيطة والحذر.

كما تدعو وزارتي الزراعة والمياه، في كل مرة المزارعين لأخذ الحيطة والحذر وتنصحهم العمل على فتح القنوات حول المزارع والتأكد من تصريفها لمياه الأمطار والسيول وإغلاق البيوت البلاستيكية، وتحذير مربي الأغنام تجنب الرعي قرب مجاري السيول والأودية وتنظيف ساحات الحظائر الخارجية لضمان التصريف الجيد لمياه الأمطار لتلافي الإصابة بالتهاب الضرع والظلف، ودعوة مربي الدواجن تفقد بركسات الدواجن وتلافي دخول المياه إليها مع توفير التهوية وعدم تعريضها للتيارات الهوائية.