يعلن عبدالهادي المجالي ترشحه لرئاسة مجلس النواب ، وتبارك كتلته التي يصل عددها الى نصف نواب مجلس النواب ، ترشحه ، وفي اليوم التالي يستقبل رئيس الحكومة المجالي للبحث في التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
حين يستقبل رئيس الحكومة مرشحا لرئاسة مجلس النواب ، وهو رئيس النواب في ذات الوقت ، فالامر يحتمل تفسيرين ، الاول ان رئيس الحكومة يقول للرأي العام انه باق الى ما بعد الدورة العادية ، والثاني ان الحكومة تتوج عبدالهادي المجالي ، رئيسا لمجلس النواب في الدورة المقبلة وتبحث معه وهو مازال مرشحا التعاون بين الحكومة والنواب،.
كان من الممكن ان يصبر رئيس الحكومة الى ما بعد الدورة العادية ، لبحث التعاون بين الحكومة والنواب ، وان يكلف وزيرا مختصا بالبحث مع امانة مجلس النواب بأي قضايا فنية تتعلق ببرنامج مجلس النواب خلال الدورة العادية ، في حين ان عقد قمة الذهبي - المجالي في هذا التوقيت سيتم فكها في عدة اتجاهات ابرزها مايقوله نواب ان الحكومة تدخلت مبكرا في انتخابات رئاسة مجلس النواب ، واستقبلت المرشح الرئيس ، وكأنها تبارك له مسبقا ، بالرئاسة ، والكلام منبعه نواب يرغبون بالترشح ضد المجالي ، او لايريدونه على الاقل رئيسا لمجلس النواب.
اذا كانت قمة الذهبي - المجالي تعني مباركة مبكرة للمجالي ، فأن اكثر العاتبين من النواب هم من يريدون "انزالا مظليا" من اجل الاطاحة بالمجالي او دعم شخص اخر ، لانهم لايفوزون لو رشحوا انفسهم للرئاسة الا ضمن بند "الحالات الانسانية" ، وبما ان تكتيك الانزالات المظلية غير وارد حاليا ، مع اي شخص ، وضد اي شخص ، فقد اعتبر النواب ان القمة تحمل تأكيدا غير مباشر على خيارات الدولة غير المعلنة تجاه شخص رئاسة المجلس ، والا ماالذي يجعل رئيس الحكومة يتذكر التنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية على مشارف انتخابات الرئاسة ؟
مراقبون على حياد يرددون بأن المجالي سواء باركت له الحكومة مبكرا او لم تبارك ، فهو الرئيس في الحالتين ، والرجل قوي جدا ، ولم يسلم من نبؤوات تبشر بأفول عهده ، لكنه كان دوما يستجمع قواه ويخرج قويا من اي عاصفة سوف تهب ، واذا لم تتدخل الحكومة في انتخابات الرئاسة ضد المجالي ، فأن الرجل فائز بالرئاسة ، لانه اجاد ترتيب علاقاته تحت القبة مابين نواب كتلته ونواب اخرين نثرهم في الكتل الاخرى ، سيصوتون له ، فالمجالي يستفيد من لقائه مع الذهبي بالقول ان الحكومة ليست ضده ، وهو اهم مايريده المجالي في هذه الفترة ، اي حياد الحكومة الايجابي ، وتركه يدبر امره تحت القبة ليعود رئيسا كما هو متوقع.
قمة الذهبي - المجالي تحمل كل الرسائل المتوقعة ، وغير المتوقعة ، والتتويج الحكومي المبكر للمجالي برئاسة النواب ، كان صورة اخرى من صور اعلان الحكومة انها لن تتدخل في رئاسة المجلس ، لانها تعرف ان المجالي سيفوز بعضلاته اذا ضمن ان احدا لن يعبث معه ، فهو لايبحث عن احد يحمله الى مقعد الرئاسة ، بقدر بحثه عن ازالة اللبس في مايظنه البعض ان المجالي غير مقبول من مستويات مختلفة ، وانه غير مرحب به رئيسا للنواب.
باركت الحكومة للمجالي او لم تبارك فهو الرئيس في الحالتين.
mtair@addustour.com.jo