عمون - لقمان إسكندر - هي عصابة من الأسباب جمّعوها تجميعا، حتى وقع الناس في المحظور.
والمحظور يقول التالي: ارتفاع متوسط عمر الذكور عند الزواج إلى نحو 32 عاما ولدى الاناث بحدود 26 عاما.

فقر مالي، وتجهيل أكاديمي، وخراب ديني. وتهتّك مجتمعي، وفراغ ثقافي. هذه هي العصابة. عصابة اجتمعت فوق بعضها. محظورات تقصفنا حتى صار خبر الطقس اهم لدينا من اخبار قتلانا. حتى صار خبر فنانة تتكشّف، فتحا مبينا للقراء. فيما نُشيح عن أخبار مصائرنا، كأنها لبلاد غير بلادنا.

لم يعد الناس يتزاوجون. لم يعد يرغبون في تشكيل أسرة. قلنا إنها عصابة من الأسباب. أسباب تخلّقت في معامل ليصنعوا لنا مجتمعا أو قل مكعبات على الهيئة التي يرغبون أن نتموضع بها.

لم يعد شبابنا يرغبون بالزواج. كأن الواحد منهم يطلق النار على قدميه. يصيبها. ثم إذا صار زاحفا لن يصل إلى شيء. بعض كيان أجوف يرعى كما ترعى الابل، في حياة كأنها حياة.

600 ألف عاطل عن العمل. معدل الانجاب الكلي انخفض. الوفيات ارتفعت. الولادات انخفضت. ما الذي يجري لنا؟

بينما صارت تُقصف سوريا والعراق واليمن وليبيا بالصواريخ، قُصِفنا بالفقر والتجهيل والفراغ. فراغ فكري واجتماعي وديني.

انهم يقصفون المجتمعات العربية بالفوضى. ليست الفوضى الأمنية وحسب. إن الفوضى المجتمعية والاقتصادية والسياسية أشد بأسا واكثر فتكا.

لم يعد الناس يتزاوجون، ثم إذا قلت لبعضهم انجو سعد فقد هلك سعيد، يرد عليك: "معيش".