هل إساءت النائب للوزير او الوزير للنائب هي بطولة ومرجله ! , وهل التلفظ بالفاظ لا يصح أن تقال في مجلس الامة هو انجاز وقدرة .! وهل اصبحت العلاقة بين الحكومة والنواب علاقة تشاجرية قائمة على الاساءة والاتهام ! فما يحصل في قاعات المجلس امر خطير , كونه سيؤدي الى خروج المجلسين من هيبة المسؤولية التي يجب ان تحترم وتقدس من الجميع مسؤولين ومواطنين .

فانا لا الوم وزيرة الاعلام عندما تتحدث عن خطة الحكومة بالتوظيف والاجراءات التي ستقوم بها الحكومة بناء على التوجيهات الملكية , ومن واجبها ايضا ان تشير الى ان عدد كبير من المعتصمين هم عاملون , فعلى الحكومة ان تبين للناس جهدها ومسعاها لمعالجة مثل هذه المشكلة ولوجزئيا ووفقا للامكانات , وعلينا نحن كمواطنين ان نتفهم ذلك فك بيت في الاردن لديه ابناء ينتظرون العمل والوظيفة ؟

وعلينا جميعا ان ندرك ان الوضع الاردني ليس في بحبوحة , وان الامور تمر بصعوبات كبيرة وتحديات جسام وضغوطات ومؤامرات وكله على حساب الاردن , فالضغوطات الاقتصادية وما يصاحبها من اشاعات ومحاولات لخللة العلاقة بين المواطن والمؤسسات اصبح غاية مقصودة واصبحت تنطلي على اؤلئك الذين لا يعرفون من واقعهم الا الانتقاد . فالاعتصام في العالم له قواعده واصوله فلا يجوز ان نقارن الشخص الموظف بالشخص الذي يبحث عن وظيفة ولا يجوز أن نساوي بين من يريد أن يحسن فرصة عمل ليختار المؤسسة وبين من يلهث وراء لقمة العيش فالاولوية هي التي تحدثت عنها وزيرة الاعلام وليس غير ذلك .

والنواب وجب عليهم الدفع بهذ الاتجاه لا استغلال سلطتهم بالتهكم صعودا ونزولا لخلط الاوراق وإثارة الناس . فالنواب هم من وافقوا على الموازنة ويعرفون تفاصيلها ، وهم من لديه صلاحية استجواب المقصر ومحاربةالفساد الحقيقي, وهم من يستطيع ان يسحبوا الثقة من الحكومة . .

لا اريد الدفاع عن وزيرة الاعلام فلها من الادوات ما تفيق قدرتي وامكانياتي , ولكن مهاجمة الاشخاص لواقعيتهم وصراحتهم وللقيام بمسؤولياتهم هذا تجني ومبالغ به .

من واجب الحكومة ان تستحدث الوظائف فالدستور كفل للمواطن العمل , واذا اصابتنا مصائب متتالية محلية وخارجية فقد اصابت غيرنا اكثر منا واعظم وتحمل الناس وتحملت المؤسسات وخرجت منها بعد صبر وثبات ورسوخ ,فالعالم اجمع يدرك بان الاردن يواجه ضغوطات كبير ومحاولات لتليين مواقفة تجاه مشروع صفقة الاقرن التي سيحاول الامريكان تطبيقها بعد الانتخابات الاسرائيلية .

فما نشاهده من اشاات , وتلويث الافكار واتهام قيادات الوطن واشغال النواب والناس بتفاهات اساسها الكذب هي جزء من المخطط الذي يريدون فيه اضعاف الاردن واخضاعه . وما يحدث لنا هذه الايام الا نتاج طبيعي لهذه المؤامرة الخبيثة وهذا المخطط الظالم . لا نريد ان نأكل لحوم بعضنا او ننهش بكرامتنا , ولقد صبرنا كثيرا ولا نريد ان نضيع اجر هذا الصبر ولا ننهيه بالاساءات والشتائم التي لا تليق بممثلي الامة . فالحرص على المواطنين لا يعني الاساءة للآخرين بل نقاش حر وتفاعل منتج وحلول معقولة ومقبولة , فهناك الكثير ممن يحتاجون العمل وفرص الدخل ولكن هذا لا تحققه الاقاويل ولا استعراض البطولات ضد الوزراء داخل المجلس .

بل وضع حلول عملية وارغام الحكومة القيام بها . فهل تحول المجلس من مجلس حوار ومطبخ سياسي تشريعي الى سوق عكاظ حتى نجد نائب يهاجم الوزيرة لمجرد تصريح لا علاقة له بهذا الهجوم , الكاسح غير المقبول .

النائب يجب ان يكون ذا افق اوسع وقول اشمل وافكار ذات رؤى وليس مجرد صراع بين حكومة ونواب.

احزن على المواطن كلما سمعت مثل هذا السجال , لان النائب يجب ان يكون احرص على مصلحةالوطن من اي مواطن .