بين الجامعة العربية وحفر الباطن
د. عاكف الزعبي
10-03-2019 03:43 PM
ربما لا يعلم معظم جيل الشباب وبعض جيل الكهول وربما المسنين ايضاً ان جامعة الدول العربية هي مكافأة بريطانية للانظمة العربية لقاء وقوفها الى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانيه . حيث صرح انتوني ايدن وزير خارجية بريطانيا في مجلس العموم البريطاني بتارخ 24 شباط 1943 بأن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف الى حركة بين العرب ترمي الى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية.
يذكرنا ذلك بولادة مؤتمر مدريد للسلام 1991 الذي كان مكافأة امريكية لدول الخليج ومصر وسوريا التي احتشدت جيوشها في حفر الباطن عام 1990/1991 لمساعدة الجيش الامريكي في احكام الطوق على القوات العراقية .
الجامعة العربية التي نشأت عام 1945 كمكافأة بريطانية للانظمه العربية لم تنجح في تحقيق تكامل اقتصادي ولو بمستوى منطقة تجارة حرة فاعله او اتحاد جمركي بين دول العرب ، كما لم تحرز اي تقدم في العلاقات السياسية فيما بينها . واما مؤتمر مدريد للسلام 1991 مكافأة عرب حفر الباطن فهذه هي نتائج السلام التي تمخضت عنه ماثلة امامنا اليوم هزيمة عربية سياسية ساحقه .
النظام العربي الرسمي بات في حكم الميت سريرياً . سوريا قد تلحق بالعراق في حلف تحاول ايران تولي قيادته ، ومصر مثقلة بهموم ارهابية أفقدتها زخم تأثيرها العربي ، ودول الخليج غارقة في خلافاتها ، والسعودية منشغلة بالتمدد الايراني في اليمن . وفلسطين والاردن يقفان وحدهما دون غطاء عربي . والشاهد البائس على ذلك كله جامعة الدول العربية التي ليس بيدها شيىء تفعله .
هذا الموت السريري العربي الرسمي والهزيمة السياسيه العربيه ليسا بلا ثمن . والثمن الذي بات شبه معلن هو استهداف فلسطين والاردن . رائحة الصفقه تزكم الانوف ولا فرق عند اصحابها عرباً او غير عرب ان تكون الضحية فلسطين والاردن .