وين ما ضربت الأقرع سايل دمهالمهندس مصطفى الواكد
29-08-2009 06:40 PM
لم أجد أصدق من هذا المثل تعبيرا عن حال صديقي ( طفران أبو كمبيالة ) وأنا ألمحه مطارَدا بين أخبار ارتفاعات الأسعار المتلاحقة لمواد استهلاكية أساسية ، لم يعد قادرا على شراء معظمها إن لم نقل جميعها ، لا يكاد يقرر الهروب من سلعة إلى بديلتها ليجدها قد التحقت بركب إرتفاعات زميلاتها وعجز عن تأمين ثمنها ، ليعاود جهود البحث من جديد . وجد السيد طفران ظالته في حملة مقاطعة اللحوم الحمراء فطلب اجتماعا استثنائيا عاجلا مع أفراد العائلة ، ابتدأ حديثه عن المواطنة الصالحة وضرورة الإلتزام بتطبيق متطلباتها في كافة المجالات منوها إلى أن تعاضد المواطنين في مواجهة الأزمات الطارئة هو السبيل الأمثل للتغلب عليها ، خاصة بعد أن استنفذت الحكومة كل ما تملكه من طاقات وأدلى وزراؤها بما يلزم من تصريحات حول الإجراءات اللازمة لخفض الأسعار وأتمت نعمتها علينا بأن هددت كالعادة بتطبيق القانون ومعاقبة المخالفين من التجار والمحتكرين . لم تستطع الزوجة تحمل المزيد فقاطعته بصوت مرتفع ( اسطوانتك حافظينها ، وتهديدات الحكومة للتجار زهقناها ، وما حدا حاسبلها حساب ، خش بالموضوع وخلصنا ) ، أسقط في يد صاحبنا ، التفت يمنة ويسرة يتفحص ردود فعل الأبناء وقد خالهم يحمدون الله (في سرهم ) أن خلصهم من محاضرة ملوا سماعها من حضرة الوالد حول فوائد اللحوم البيضاء شريطة عدم تكرارها أكثر من مرة في الشهر وما تسببه اللحوم الحمراء من أمراض وخاصة النقرس ، أكمل الوالد حديثه على مضد معلنا التزامه التام بما طلبته جمعية حماية المستهلك بمقاطعة اللحوم الحمراء لمدة خمسة عشر يوما ، ليأتي الرد هذه المرة من أصغر الأبناء متسائلا إن كانت الأشهر السابقة التي قضوها مقطوعين من اللحم ستحتسب من مدة المقاطعة ، متمنيا على أي من إخوته تذكيره بآخر مرة أحضر لهم الوالد فيها لحما أحمر أو أبيض أو من أي لون . عندها لم يجد السيد طفران بدا من إنهاء الإجتماع والطلب من كافة الحضور مغادرة المكان لعقد اجتماع مغلق مع زوجته ، وكان له ذلك .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة