دولة الإنتاج
المحامي د. أحمد محمد العثمان
10-03-2019 12:01 PM
أشبعتنا الحكومات المتعاقبة وأخرها حكومة الدكتور عمر الرزاز بأنها ستكافح البطالة والفقر الى أخر هذه الإسطوانة التي ملّ المواطن سماعها ، لأنه لم يلمس أي إجراء لتحقيق ذلك ، ولعلّ ذلك يعود الى غياب المساءلة والمحاسبة ، فالحكومة تأتي وتعدل وترحل فيدخل منها من يدخل ويغادر فيها من يغادر بكل إمتيازات المنصب الذي أشغله ، بل ولعله يكافأ على تقصيره فيتولى مناصب أفضل وأفضل فيصبح لسان حاله يقول : لماذا أعمل وأجهد نفسي وفي أسوأ الحالات أن أغادر بكل إمتيازاتي ؟.
أما مكافحة البطالة والفقر وتحقيق رفاه المواطن فله وسائله وأساليبه ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
اولا : محاسبة المسؤول ومساءلته عن كل تقصير أو إهمال أو تعمد إلحاق الضرر بمؤسسات الدولة وموجوداتها .
ثانيا : تحويل الدولة من دولة ريعية الى دولة إنتاج وهذا يتطلب الإفادة من الموارد المتاحة ، فمثلاً منطقة الأغوار تشتهر بزراعة الحمضيات والموز والنخيل لكن هذه الإمكانيات غير مستغلّة ومن أجل الإفادة منها لا بد من عمل العديد من الأشياء منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
- تحسين نوعية المزروعات من خلال البحث العلمي .
- فتح أسواق جديدة غير الأسواق التقليدية في الدول المجاورة والإنتقال الـــى الأسواق الأوروبية والأفريقية والأسيوية الأخرى .
- إنشاء شركات تساهم بها الحكومة ومؤسسات القطاع العام وعلى أن تمارس عملها على أسس تجارية وتدار بهذه الطريقة بعيداً عن سيطرة القطاع العام بما يعانيه من ترهل وعلى أن تنسحب الحكومة والمؤسسات العامة من هذه الشركات رويداً رويداً وتدريجياً لتصبح بعد فترة مملوكة للقطاع الخاص .
ومن الشركات المقترحة في هذا المجال إنشاء مصانع للعصير الطبيعي من الحمضيات وفي ذلك ما فيه من تشغيل للأيدي العاملة ومحافظة على الإنتاج والأسعار وتشجيع المزارعين والتحول نحو الصناعة الزراعية .
- توزيع الأراضي الشاسعة في المناطق الشرقية والجنوبية على الأشخاص الراغبين شريطة إستثمارها في أعمال الزراعة النباتية والحيوانية بعد توفير مستلزمات ذلك من مياه بإستخراج المياه الجوفية وتوفير الكهرباء من خلال إستغلال الطاقة البديلة كالشمس والرياح وباطن الأرض وغير ذلك مما يمكن أن تتوصل إليه عقول الإبداع الأردنية .
- فتح الباب على مصراعيه أمام المبدعين لتحويل إبداعهم الى إنتاج حقيقي بعيداً عن الرقابة والبيروقراطية وعقدة التحكم والتسلط .
أتمنى أن ننظر في أنفسنا لنخرج من قوقعة الواقع التي حسبنا أنفسنا طوعاً داخلها الى رحابة الإبداع الحقيقي .