في غمرة من النقاش العقيم، والجدال القديم، ومع تعالي الاصوات، وتزايد الآهات ينتهي النقاش بالكلمة المشهورة المبتورة، المجزوءة المغمورة، المعروفة المقصودة: فِكنا !!
فِكنا، صغيرة الكتابة، عميقة الدلالة، دقيقة الاجابة؛ فهي تعني انتهاء النقاش الدائر والشلال الكلامي الهامر، وتُاكد على عدم الرضى وثقافة الانا!
في ظل غياب المنهجية وسطوة العنجهية! في ظل غياب الدليل الموضوعي والتأثر بالقليل السطحي، لينتقل فينا الصراع الاصلاحي لاهمية ثقافة الحوار وادبيات الكلام، وصولاً لمواطن موضوعي ومسؤول احترافي.
ان من المحزن ما تشهده بعض جلسات المجلس النيابي من (فكنا) ورأيك ما (بهمنا)! وليس ببعيد عن ذلك الجلسات الشخصية والعائلية، في المؤسسات والجامعات، خاصة وان كانت النقاشات سياسية او ذات ابعاد حكومية، فالجميع متهم واقناع الآخرين بلا أمل؛ كالذي يرجو الطيران للجمل!!
ان منظومة الاصلاح التي بنيت عليها العديد من الدول المتقدمة كانجلترا والمانيا، كندا وسنغافورة، السويد واليابان، تقوم على احترام الذات اولاً والى تقبل الآخر دائماً؛ ولعل ملامح الاصلاح الفكري الثقافي يجب ان تبدأ من المدارس ليتعلم فيها الطفل منذ نعومة اظافره حُسن الاستماع والقدرة على الابداع، فن الخطابة واصول الكتابة، البعد عن سياسة الظنون وتغليب سيادة القانون؛ لتصبح (فكنا) من كلامك الى (بهمنا) كلامك !