الرزاز لم يستسلم بعد .. هل ينجح بالبقاء حتى انتهاء فترة النواب؟
09-03-2019 01:56 PM
عمون - إلياس العواد - في الوقـت الذي هتف أبناء معان والبادية الجنوبية، للملك والجـيش والـدرك، قاموا بطرد حكومة د. عمر الرزاز بالتزامن مع إطلاق سيل من الشتائم بحق الوفد الحكومي، وذلك أثناء محاولة رسمية "بائسة" لمعالجة ملف البطالة بشكل عام وإيجاد وظائف للمتعطلين بشكل خاص.
وأخرج ابناء معان الوفد الحكومي، المكون من وزير العمل ووزير الاشغال وأمين عام وزارة العمل ورئيس ديوان الخدمة المدنية ومسؤولين آخرين، من قاعة الأردن بجامعة الحسين بن طلال في معان الأربعاء الماضي، وهم يهتفون "روّح روّح" تضامنا مع الشباب المتعطلين عن العمل والمعتصمين أمام الديوان الملكي، ورفض الحكومة حل قضيتهم.
ولكن تصر الحكومة على "لي عنق" الحقيقة، وترفض "الفيديوهات "المسربة من الصراخ والشتائم بحق وفدها في معان والبادية الجنوبية، حيث نفت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، جمانة غنيمات، في تصريحات صحافية من مكتبها في عمان: "الحكومة لم تطرد من معان" وستتابع جولاتها في المحافظات.
غير مفهوم إصرار الحكومة على تكرار السيناريو القديم، والذي تلعب فيه الحكومة دور "الضحية" وايصال رسالة مفادها "شيطنة المواطنين"، من خلال إستعادة حوار الحكومة في المحافظات القديم، تحت يافطة "إجراء حوار وطني" لمناقشة قانون ضريبة الدخل والمبيعات 2018 النافذ الآن.
كما يظهر هذا السيناريو من خلال ترويج الرزاز بشكل غير مباشر لفكرة "عدم الاستسلام"، وهو يتحدث عن وجود قوى برلمانية ومن خارج الحكومة، تحاول إقصاء حكومته، ويأتي هذا الحديث في جلسات الرزاز الخاصة وللمقربين واحيانا يسرب "المصطلح" في تغريداته او الاخبار التي تنشرها وزارة اعلامه.
حتى اللحظة، تعتقد الحكومة، أن "السيناريو" القديم يؤجل إقصائها "مرحلياً"، بعد نجاجها باقرار قانون الضريبة المثير للجدل، في قراءة خاطئة للظروف المحيطة بالضريبة والمتعطلين، وابرز المؤشرات، قد تفقد الحكومة رافعة تبريد الجبهة التي تم استخدامها ابان "الضريبة " لان الرافعة تلك كانت مقتنعة بأن الرزاز يجب ان يأخذ فرصته، إستجابة لضغوط صندوق النقد ، اما الامر الثاني، يبدو ان الرجل سقط في وحل البطالة الداخلية وفقدان الولاية العامة تماما ولم تجد نفعا قضية تسريب الوثائق لوقف الهدر من رصيد الحكومة شعبيا.
ويبقى في رصيد الرزاز "ورقة" إعتماده على عقد دورة استئنائية سريعة للبرلمان مع إقتراب شهر رمضان، بإعتبارها وصفة لإطالة عمر حكومته، وذلك من خلال بدء ماراثون إقرار قانون انتخاب جديد او على وجه الدقة "تعديل القانون" بحسب الرغبة الملكية، بما يضمن تقنين الاحزاب والاسراع بالحكومة البرلمانية، وتمهد لانتخابات مبكرة تنتهي بعد إجرائها تجربة الحكومة والبرلمان معاً.
الرزاز كما سابقيه، بالتزامن مع اقتراب تسجيل "شهادة وفاة الحكومة"، يبدأ بتسويق فكرة "قديمة وكلاسيكية" وهي وجود أطراف داخلية تناهضه داخل "السستم" البيروقراطي للدولة باطرافه البرلمانية واذرع اخرى خارج الحكومة.
لان الرزاز يتحدث في الاروقة الخاصة بأن سقف حكومته الزمني عامان، معتمداً على تسويق مشروع "النهضة" الخاص به، الذي يعاني من صعوبات في الحمل حيث دخل إلى غرفة "الخداج".