على عتبات عاصمة القرار تلاشت احلام اهل عاصمة التأسيس
شادي العمارين
08-03-2019 01:37 AM
دخل اعتصام المتعطلين من ابناء محافظة معان و باديتها امام الديوان الملكي العامر في يومه الخامس عشر ، بعد فشل كل الاساليب لأقناعهم بفض الاعتصام و العودة الى منازلهم ، فلا الحوار مع رجالات الديوان وصل لنتيجه مرضية، و لا استفاقت الحكومة المتأخره كذلك .
مما يميز ان جاز لنا التعبير طبيعة هذا التحرك المشحون بالالم والمرارة من ضيق الحال و تردي الوضع في جنوب العز هو عدم مقدرة النخب التقليدية في السيطرة على اي من مجريات الاحداث التي بدأت منذ لحظة انطلاق المسيرة مشياً على الاقدام ، بل كان التوجه العام هو الوقوف عند نقطة توفير الدعم لهم وتأييدهم وهو ما يحتمل ترسيخ صورة في اذهانهم بأن اعوام هيمنة النخب التقليدية في الجنوب من رموز عشائرية او بيروقراطية على فكر و فعل الشباب اصبحت في حكم الماضي ، و تلاحم الشباب وضبط اعصابهم و انضباطهم ساعدهم في وأد كل محاولات ما يمكن ان نسميهم المندسين وشلت تفكير متعهدي فض الاعتصامات في التعامل مع هذا التحرك الشبابي المبني على اسس و قيم الرجوله والاحترام ..
دعوات الحكومة للحوار كانت متأخرة جدا ، بعد مرور اسبوع من صمود الشباب في ظروف المسير و الوقوف امام بوابات الديوان الملكي بالتزامن مع دخول منخفض جوي ترك اثرا واضحا تمثل في غرق عمان ، و يمكن لنا القول ان الحكومات تأخرت سنوات في الالتفات الى هموم الشباب الجنوبي تحديدا ، و هذا
ليس بجديد ، فالوضع الحالي ماهو الا نتاج تراكم فشل للسنوات السابقة في كيفية التعاطي مع ملف الشباب و البطالة و ما يرتبط بهما من مشاكل جانبية ، كالانحراف و التطرف و المخدرات و ارتفاع نسب العنوسة و غيرها .
ردود افعال في الايام الاولى للاعتصام ، جاءت متباينه ، حيث ان هناك من دعم حق الشباب دعما مطلقا ، و هناك من دعمهم في الوقوف عن نقطة ايصال صوتهم و معاناتهم ، و هناك من هاجم الاعتصام ، تحت دعاوى القانون و هو منه براء و تحت شعار الوطنية و الخوف من الفتنه ، و ليس باحرص من شباب معان و باديتها على الوطن و ردع من تسول له نفسه التسلق على معاناتهم ، او تمرير اجندة لاوطنية عبر استغلال تحركهم .
و نبقى امام سؤال ، لن تجيب عنه الا الايام القادمة، الى اين يذهب الشباب اذن ؟ بعد أن توقفوا عند باب ديوان الملك ، و ليس هناك من باب ارضي اردني بعده.
وما هي الخطوة التي يمكن ان يلجأ اليها الشباب ، في حال انهم لم يجدوا حلا لمشكلتهم ؟
و ما هي ردة فعل الانسان المخذول الذي كانت يتأمل الكثير و لم يجد ما كانت تطمح اليه نفسه ، وهل يمكن التنبؤ بتصرفاته؟
حمى الله الاردن و جنوب الاردن المنهوب .