حينما نمد ايدينا بالحب للناس قد لا نطمع ان تعود مثقلة بالعطاء، ولكننا نطمح بالتأكيد أن تعود وهي غير رامية، هذه هي حال المرأة الاردنية، فرغم العوائق التي تواجهها إلا انها زادت اصراراً على روح الثبات والاجتهاد وحققت إنجازات عظيمة بهدف نيل المنى وبلوغ مراتب الطموح، ولا شك ان الرغبة الصادقة والهمة العالية في اضطلاع المرأة بمسؤوليتها الحياتية في بناء المجتمع وتحقيق اماله هي الاساس.
المرأة.. هي من نحتفل بها اليوم لإسهاماتها المذهلة التي أطفتها على العالم والمستقبل، فالمرأة هي الحاضر، وهي أمل المستقبل، إنّ ما حققته خلال مسيرتها يشكل حافزاً لها في ارتياد الآفاق، فاحتفالنا بيوم المرأة العالمي هو في حقيقته احتفال بالمرأة الاردنية المتميزة التي أصبحت اليوم نقطة مضيئة وخطة طموحة ونموذج يحتذى به على الصعيدين المحلي والعالمي.
الجهود الدولية استمرت في دعم مكانة المرأة من خلال منحها الفرصة لممارسة الدور الفاعل وتمكينها من خلال العديد من البرامج على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وصولاً الى مكانة مرضية للمرأة لتعزيز دورها وكيانها في المجتمع.
ولقد أولى جلالة الملك عبدالله الثاني جلّ عنايته ورعايته للمراة، إذ حرص على توفير كلّ الطاقات العلمية والمادية والمعنوية، لكي تكون المراة فاعلة ومؤثرة في مسيرة العطاء للمجتمع والوطن، والدستور الأردني والخطاب الذي حملته الدولة الأردنية عزز من دور المرأة في كافة مجالات العمل، فمنحت القوانين الخاصة بالعمل والأسرة العديد من المكاسب للمرأة الأردنية، وطالما تطلب ذلك إسناداً من وسائل الإعلام لتعزيز مشاركتها، فنلاحظ اليوم بأن المرأة اصبح لها دور اكثر فاعلية من اي وقت مضى في دول مختلفة وعلى مستويات عديدة ضمن دراسات ومؤشرات ابرزتها العديد من التقارير الدولية الصادرة عن منظمات مختلفة.
إن ما حققته المرأة الاردنية من إنجازات في عهد جلالة الملك وما تبؤأته من مواقع قيادية متقدمة في المجتمع، فأصبحت وزيرة واصبحت قاضية وعضوا في البرلمان وفي مجلس الاعيان وشاركت زملاءها في عالم الاقتصاد بحيث رأست مؤسسات اقتصادية تنموية وبنوك وقطاعات استثمارية وابدعت في قطاع الاعلام والصحافة والاحزاب والمحاماة فلا تجد حقلاً من الحقول إلا وقد اقتحمته المرأة، وكان صاحب الجلالة الهاشمية الداعم الاول للمرأة للوصول الى هذه الحقول لكي تأخذ دورها جنباً الى جنب مع الرجل في سبيل رفعة الاردن، والقادم ابهى ..