صيام لاعبي كرة القدم المسلمين
باتر محمد وردم
28-08-2009 06:18 AM
سنويا يجد لاعبو كرة القدم والرياضيون المسلمون أنفسهم في مواجهة الخيارات الصعبة ما بين الالتزام بفريضة الصيام في شهر رمضان المبارك وما بين الحرص على تقديم أفضل أداء لهم في الملاعب الرياضية. هذه المعادلة تزداد صعوبة خاصة مع دخول كثير من اللاعبين المسلمين حالة الاحتراف الحقيقي في أوروبا ، ولا توجد حتى الآن فتوى شرعية واحدة مرجعية تنهي الجدل.
لاعب كرة القدم الأردني عدي الصيفي المحترف في فريق يوناني اتفق مع مدربه على الصيام في أيام التدريب والإفطار في أيام المباريات ، وفي مصر هناك نقاش سنوي حول إمكانية السماح للاعبين بالإفطار أثناء المباريات الحاسمة ضد منتخبات وأندية إفريقية في تصفيات التأهل لكأس العالم وبطولات الأندية الإفريقية. دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى قبل أيام أباحت فيها لفرق كرة القدم المصرية الإفطار خاصة أن مصر سوف تستضيف بطولة كاس العالم للشباب في منتصف ايلول القادم.
تونس حسمت الموضوع من خلال فتوى تسمح للاعبين بالإفطار ايام المباريات ، ولكن طبعا تعتبر تونس حالة خاصة والكثير من اللاعبين يقررون شخصيا الصيام. لاعبو المنتخب الجزائري قرروا جميعا الصيام في يوم المباراة الحاسمة ضد منتخب زامبيا في تصفيات كاس العالم بالرغم من مطالبات بعض الصحافيين للاعبين بالافطار وهذا ما اغضب لاعب المنتخب كريم زياني المحترف في نادي فولسبورج بطل الدوري الالماني. في إفريقيا ايضا رفض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تأجيل انطلاق مباراة بين فريق كانو النيجيري والهلال السوداني في كأس ابطال إفريقيا بالرغم من أن الفريق النيجيري مستضيف المباراة وافق على طلب الفريق السوداني لكن الاتحاد قال أنه مرتبط بمواعيد بث تلفزيوني وإعلانات في الوقت الأصلي للمباراة قبل آذان المغرب.
النقاش يصبح اشد في أوروبا حول مدى سماح الأندية والمدربين للاعبين المسلمين بالصيام. في ايطاليا تسبب صيام اللاعب الغاني علي مونتاري الذي يلعب في نادي إنتر ميلان بطل الدوري الايطالي في غضب مدربه ذي اللسان الطويل جوزيه مورينيو والذي قال بأن "رمضان جاء في توقيت غير مناسب ،"مما أغضب المرجعيات الإسلامية في ايطاليا. اللاعب نفسه لم يكن موفقا في أول مباراة وظهرت عليه إشارات التعب وتم استبداله بعد 30 دقيقة وكان "عقابه" أن المدرب حرمه من المشاركة في المباراة القادمة المهمة جدا أمام خصمه في المدينة آي سي ميلانو.
في إسبانيا يعتبر اللاعب المالي في نادي إشبيلية فرديريك كانوتيه هو "إمام" اللاعبين المسلمين نظرا لحرصه الشديد على تطبيق تعاليم الدين الإسلامي وإظهار إشارات التضامن مع قضايا المسلمين التي كان آخرها إظهاره لقميص كتب عليه شعارات لنصرة غزة أثناء العدوان الإسرائيلي وذلك بعد تسجيله هدفا في مباراة بالدوري الإسباني ، بالإضافة إلى تبرعه بمبلغ نصف مليون يورو لترميم مسجد تاريخي في مدينة إشبيلية. كانوتيه أكد بأنه سيصوم شهر رمضان كما هي العادة وبالاتفاق مع مدرب النادي ، وكذلك فعل الثلاثي المسلم في فريق ريال مدريد وهم الحسن ديارا ومحمد ديارا من غانا والفرنسي من أصل جزائري كريم بنزيمة وجميعهم أعلنوا الصيام واحترمت إدارة النادي قرارهم بينما كانت نسبة من الجمهور غير راضية. وعلى العكس من ذلك رفضت إدارة نادي برشلونة المنافس الرئيسي لريال مدريد الموافقة على صيام ثلاثة لاعبين مسلمين طلبوا الصيام وهم الفرنسي إريك أبيدال والمالي ساليف كيتا والعاجي يحيى توريه بينما لم يرغب اللاعب المسلم الرابع وهو السويدي من اصل بوسني زلاتان إبراهيموفتش بالصيام اساسا،
تتباين المواقف إذا ما بين اللاعبين وما بين الأندية التي ينتمون إليها ويضطر بعض اللاعبين إلى الخضوع لأوامر الأندية والمدربين الرافضة للصيام في ظل غياب فتوى صريحة قد تسمح للاعبين بالإفطار في ايام المباريات وتعويض ذلك في أيام لاحقة وهي مطالبات كررها الكثير من اللاعبين المسلمين في الدول المسلمة وفي أوروبا وهم يشعرون بأنهم الحلقة الأضعف في معادلة كرة القدم الحديثة التي لا تأبه إلا بالتنافسية العالية والعوائد المالية وتعتبر اللاعب آلة إنتاج بدون مشاعر.
batir@nets.jo